استقبل رئيس مجلس المستشارين، السيد حكيم بن شماش، رئيس حكومة جمهورية روسيا الفيدرالية، السيد ديميتري ميدفيديف مرفوقا بوفد رفيع المستوى، وذلك يوم الأربعاء 10 أكتوبر 2017 بمقر المجلس.
في بداية هذا اللقاء، عبر رئيس المجلس عن اعتزازه القوي بهذه الزيارة، مؤكدا أن ذاكرة البرلمان المغربي ستحتفظ بهذا الحدث التاريخي لما يحمله من معاني سياسية ودلالات رمزية قوية.
كما أكد على ارتياحه العميق لمستوى علاقات الصداقة والتعاون المتميزة القائمة بين البلدين، والتي تعززت بشكل أكبر بعد الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لموسكو عامي 2002 و2016، وزيارة فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرباط خلال سنة 2006، والآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارات في مسار بناء وتوطيد علاقات شراكة استراتيجية بين بلدين وشعبين صديقين.
وقال السيد الرئيس إن هناك فرصا كبيرة متاحة، تدعونا لإقامة شراكة نموذجية بين المغرب وروسيا، لاسيما وأننا نتقاسم نفس الرؤى والطموحات، كما نواجه تحديات مشتركة.
وأكد رئيس المجلس كذلك، على أن المغاربة يقدرون عاليا مكانة وموقع جمهورية روسيا الفيدرالية على المستوى الدولي، والدور الوازن الذي تضطلع به لإقامة نظام عالمي متوازن ومتعدد الأقطاب.
وأبرز السيد الرئيس أهمية الموقع الجيوـ استراتيجي للمغرب كقوة إقليمية صاعدة جديرة بالثقة، والدور الذي يلعبه على مستوى القارة الإفريقية سواء في الجانب المتعلق بتحقيق التنمية المستدامة أو محاربة الإرهاب الدولي، أو استكمال مسلسل البناء الديمقراطي وإرساء مقومات دولة الحق والقانون والمؤسسات، وإطلاق أوراش تنموية كبرى.
وبخصوص العلاقات البرلمانية، ذكر رئيس المجلس بالزيارة التي قامت بها السيدة فالانتينا ماتفينكو، رئيسة مجلس الإتحاد للجمعية الفدرالية الروسية، إلى المملكة المغربية(بدعوة من مجلس المستشارين) والتي حظيت خلالها بشرف استقبال من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في ماي 2015. ودعا في هذا الإطار، إلى الرفع من وتيرة العمل البرلماني المشترك لمواكبة وإثراء علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين من خلال تأسيس منتدى برلماني مغربي ـ روسي، كإطار للحوار والعمل المشترك، وآلية للترافع لصالح قضايا ومصالح الشعبين الصديقين.
وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، عبر رئيس المجلس عن اعتزازه القوي بموقف موسكو الداعم للوحدة الترابية لبلادنا، معتبرا أن النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية يعود إلى مخلفات "الحرب الباردة"، ومنوها في الآن ذاته، بدعم روسيا لجهود الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي لهذا النزاع.
ومن جهته، أشاد رئيس حكومة جمهورية روسيا الفيدرالية بعمق ومتانة علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين روسيا والمغرب التي صمدت على مر التاريخ أمام التقلبات والصعوبات التي واجهتها، مؤكدا أن بلاده في حاجة إلى المغرب اعتبارا للدور الإستراتيجي الهام الذي يلعبه بالمنطقة.
كما أبرز أهمية القيم المشتركة في توطيد مسار العلاقات الإستراتيجية بين البلدين للدفع باستثمار تقارب المواقف وتقاسم الطموحات من أجل مواجهة التحديات المطروحة خدمة لمصالح البلدين والشعبين.
وقال المسؤول الروسي إن اختلال التوازن الذي شهده العالم اليوم، خلق نوعا من عدم الاستقرار، مما نتج عنه فراغ إيديولوجي، استغلته تيارات إرهابية متطرفة تتعارض مع منظومتنا المشتركة، ما يدعو الجميع لمواجهة خطر الإرهاب.
هذا وثمن رئيس الحكومة الروسية مبادرة رئيس مجلس المستشارين بإرساء منتدى برلماني مشترك لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، مبرزا انه سيدعم هذه المبادرة خلال لقائه برئيسة مجلس الإتحاد للجمعية الفدرالية الروسية لدى عودته إلى أرض بلاده.
حضر اللقاء، السيد عبد الصمد قيوح، الخليفة الأول لرئيس المجلس، والسادة العربي لمحرشي ورشيد المنياري وأحمد الخريف وأحمد تويزي أعضاء مكتب المجلس، فضلا عن سفيري البلدين بالرباط وموسكو.