استقبل رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة يومه الإثنين 05 دجنبر 2022 بمقر المجلس وفدا عن جمهورية الأوروغواي، يضم وفدا برلمانيا يقوده نائب رئيس مجلس الشيوخ، السيد Jorge Gandini إلى جانب مسؤولين حكوميين ورجال أعمال،وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها الوفد للمملكة المغربية خلال الفترة الممتدة من 03 إلى 10 دجنبر الجاري.
وخلال هذا اللقاء، الذي حضره المستشار السيد أحمد الخريف رئيس مجموعة الصداقة والتعاون بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ بالأوروغواي والسيد الأسد الزروالي الأمين العام للمجلس، تم بحث واقع العلاقات الثنائية بين المغرب والأوروغواي وسبل الارتقاء بها في مختلف المجالات، وخاصة على المستويين الاقتصادي والسياسي، بما يسهم في خدمة مصالح الشعبين الصديقين.
وفي هذا الإطار، أبرز السيد رئيس مجلس المستشارين الأهمية الخاصة لزيارة وفد جمهورية الأوروغواي التي تدخل في إطار تنزيل خارطة الطريق المتفق عليها بين الجانبين خلال زيارته الأخيرة للأروغواي، والتي تعطي الأولوية لتطوير الجوانب الاقتصادية والسياسية في التعاون الثنائي والاهتمام بالقضايا الأساسية التي تشغل البلدين.
وعبر السيد الرئيس عن أمله في أن تشكل اللقاءات المبرمجة لوفد الأوروغواي خلال زيارته الحالية مع المسؤوولين الحكوميين والفاعلين الاقتصاديين المغاربة وكذلك المباحثات التي سيجريها على هامش "منتدى برلمان البحر الأبيض المتوسط الاقتصادي الأورومتوسطي والخليجي"، الذي سيحتضنه مجلس المستشارين بمراكش يومي 07 و08 دجنبر الحالي، فرصة سانحة ليتمكن أعضاء الوفد من تشكيل صورة واضحة عن المؤهلات الاقتصادية والمعطيات الاجتماعية بالمغرب والفرص الاستثمارية التي يمكن أن تشكل مجالا مهما للتعاون بين البلدين في هذا المجال الحيوي لتعميق أواصر الصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين.
وعلى المستوى السياسي، وبعد أن أبرز الترابط الحاصل بين العوامل الاقتصادية والسياسية وأهمية تفاعلاتها في تطوير المواقف السياسية، مع الإشارة إلى التأكيد المستمر لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله على ضرورة وضوح المواقف فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، أعرب السيد النعم ميارة عن أمله في أن تسهم زيارة وفد مجلس الشيوخ بالأوروغواي في تجاوز العراقيل التي تواجه العلاقات الثنائية في ضوء استمرار جمهورية الأوروغواي في الاعتراف بالكيان الوهمي، منوها في هذا السياق بقرار إلغاء ما يسمى "لجنة الصداقة مع جبهة البوليساريو" الذي اتخذه مجلس الشيوخ بالأوروغواي.
واعتبر السيد النعم ميارة أن هذه الخطوة المهمة من شأنها أن تكون بداية حقيقية لتكريس الثقة المتبادلة وقاعدة أساسية للشروع في مسار طموح للعمل المشترك من أجل غد أفضل للعلاقات الثنائية.
من جهته، أكد رئيس وفد جمهورية الأوروغواي، السيد Jorge Osvaldo Gandini أن هذه الزيارة التي تأتي استجابة لدعوة السيد رئيس مجلس المستشارين، تندرج ضمن مسار العلاقات التي بناها الطرفان منذ اللقاء الذي تم بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي بمدريد في نونبر 2021، والذي تلته زيارة وفد عن مجلس المستشارين برئاسة السيد النعم ميارة الى جمهورية الاوروغواي خلال شهر يونيو الماضي، والتي عقد فيها الطرفان العديد من اللقاءات والمباحثات مع المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين والتي توجت باستقبال السيد رئيس المجلس من قبل فخامة رئيس جمهورية الاوروغواي السيد "لويس البرتو لاكايي بو",
وفي هذا السياق أبرز المتحدث باسم الوفد الاوروغواياني أن هذا المسار تم بناؤه على أسس الثقة والوضوح، حيث أكد في هذا الصدد أنه لم يعد هناك أي عائق ايديولوجي ولا سياسي يعرقل اقامة علاقات قوية مع المملكة المغربية قائمة قيم احترام الوحدة الترابية وسيادة الدول، مستعرضا في هذا الصدد أهمية تشكيل مجموعة للصداقة مع المملكة المغربية بكونغرس الاوروغواي بإجماع مختلف القوي السياسية سواء المعارضة أو المشكلة للتحالف الحكومي، مشددا على أن مجموعة من أعضاء ما كان يسمى بمجموعة الصداقة مع الجمهورية الوهمية وبعد سحب عضويتهم وبعد الالغاء الكلي لهذه المجموعة، أصبحوا اليوم أعضاء بمجموعة الصداقة المغربية بل و يشكلون جزءا من هذا الوفد الذي يقوم بزيارة للمغرب، هذا وقد أكد المسؤول الاوروغوياني على رغبتهم في زيارة مدينة العيون للوقوف أكثر على حقيقة الوضع ليكونوا بذلك صوت المغرب داخل الاوروغواي من خلال نقل الحقائق التاريخية والراهنة.
وبخصوص مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أكد نائبا وزيري الفلاحة وكذا الصناعة والتجارة، على تقديرهم للمكانة والريادة التي التي أصبح يحتلها المغرب في محيطه الجهوي والاقليمي، وهو ما يوفر لجمهورية الاوروغواي بوابة متينة وذات مصداقية نحو الاسواق الافريقية والعربية، مبرزين في هذا الصدد أن رئيس الجمهورية يؤكد على الرغبة الأكيدة في تذليل كل العقبات التي لم تساهم في استثمار العلاقات التاريخية بين البلدين، معتبرا أن كل الظروف والمقومات متوفرة اليوم للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية في مختلف المجالات إلى أفضل المستويات.