أكد رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي (بارلاتينو) خورخي بيزارو إستيبان، اليوم الجمعة بمدريد، أن هذا التجمع الإقليمي الذي يضم 23 برلمانا وطنيا، يتقاسم موقف المغرب بشأن بقضية الصحراء.
وقال السيد بيزارو إستيبان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب لقاء جمعه مع رئيسي مجلسي النواب والمستشارين، راشيد الطالبي العلمي والنعم ميارة، على هامش أشغال الجمعية الـ 143 للاتحاد البرلماني الدولي، المنعقد بين 26 و30 نونبر في العاصمة الإسبانية، “نحن نتقاسم موقف المغرب بشأن قضية الصحراء المغربية. لقد تم التعبير عن موقفنا على مستوى البرلمانات الوطنية وعلى المستوى الإقليمي”.
وأوضح رئيس “بارلاتينو” أن “موقف دول أمريكا اللاتينية بخصوص الصحراء المغربية تغير بشكل جذري في السنوات الأخيرة لصالح المملكة”، مشيرا إلى أن هذه النتيجة هي تتويج لـ “حوار سياسي برلماني إيجابي” بين المغرب ومختلف الدول الأعضاء في “بارلاتينو”.
وشدد على أن “دول أمريكا اللاتينية أضحت أكثر وعيا بالواقع والحقائق التاريخية المرتبطة بهذه القضية”.
من جهة أخرى، أبرز السيد بيزارو الدور الذي يضطلع به المغرب في تنسيق وتيسير التواصل والتقارب بين دول المجموعات الإفريقية، العربية ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، منوها بعزم المملكة على تفعيل الإعلان التأسيسي للمنتدى البرلماني الأفرو-لاتينو-أمريكي “أفرولاك”.
وخلال هذا اللقاء، الذي جرى على الخصوص، بحضور الأمين العام التنفيذي للبرلمان، إلياس كاستيلو، وعضو مكتب مجلس المستشارين، محمد سالم بن مسعود، أعرب السيد بيزارو عن امتنان “بارلاتينو” للبرلمان المغربي على مساهمته في إنشاء مكتبة تفاعلية بمقر “بارلاتينو” في بنما.
وفي نفس السياق، رحب السيد ميارة بالدينامية المتميزة التي تعيشها علاقات التعاون والصداقة القائمة بين البرلمان المغربي وبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي، داعيا إلى المضي قدما في استثمار المكاسب المحرزة من كلا الطرفين في خدمة مصالح شعوب منطقتي إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وفي هذا الصدد، أبرز رئيس مجلس المستشارين الأهمية الكبرى التي يكتسيها إحداث منتدى برلماني يضم برلمانات بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مضيفا أن هذه البنية البرلمانية بوسعها أن تشكل فضاء للحوار المثمر والبناء، من أجل توطيد العلاقات جنوب-جنوب، التي أضحت خيارا استراتيجيا بالنسبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما أكد السيد ميارة على الحاجة إلى وضع أجندة عمل قصد تجسيد المشاريع المشتركة والتقدم نحو شراكة دائمة، مضيفا أن الهدف هو الاستجابة بفعالية للتحديات الحالية والمستقبلية.
من جهة أخرى، رحب السيد ميارة بالموقف الجدير بالثناء لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي بشأن قضية الصحراء المغربية، مشيدا في ذات الآن بموقف هذه الهيئة البرلمانية الإقليمية الهامة في أعقاب التطورات التي عرفتها نقطة العبور الكركرات والتدخل السلمي والحازم للمملكة.
من جانبه، سجل السيد الطالبي العلمي أن المنتدى البرلماني الذي يضم برلمانات دول إفريقيا، أمريكا اللاتينية والكاريبي بوسعه أن يشكل فضاء للعمل المشترك وآلية لتعزيز الحوار السياسي البرلماني، وإثراء النقاش والتشاور البرلماني الأفرو-أمريكي حول القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية، مشددا على أهمية مأسسة الحوار السياسي بين الجانبين.
وأكد السيد الطالبي العلمي أن تمتين العلاقات بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي يندرج في إطار جهود المملكة الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب خلف القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأعرب رئيس مجلس النواب عن قناعته بأن التعاون بين المغرب و”بارلاتينو” سيعطي نتائج إيجابية، بما يستجيب لمصالح الطرفين، وذلك على أساس الاندماج الإقليمي والتضامن الفاعل.
يذكر أن السيدين الطالبي العلمي وميارة يمثلان المغرب في الجمعية الـ 143 للاتحاد البرلماني الدولي.
ويلتقي المئات من أعضاء ومندوبي الاتحاد البرلماني الدولي من جميع أنحاء العالم، وفق نمط حضوري، بمناسبة أكبر اجتماع عالمي للبرلمانيين، قصد مناقشة سبل تجاوز الانقسامات وتعزيز التماسك لرفع التحديات الراهنة للديمقراطية.
ويعرف هذا الحدث مشاركة رؤساء البرلمانات الوطنية، وأعضاء وفود من الدول الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي، وممثلين عن نقابات العمال والمنظمات البرلمانية الإقليمية كمراقبين دائمين.