تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بلاغ حول استقبال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الكولومبي

2019-02-25

استقبل رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الكولومبي السيد Anatolio Hernandez Lozanoوالوفد المرافق له، وذلك يوم الاثنين 25 فبراير 2019 بمقر المجلس.

 وخلال هذا اللقاء، عبر رئيس المجلس عن اعتزازه القوي بأهمية هذه الزيارة التي تأتي في سياق الاحتفاء بمرور 40 سنة على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، معربا عن أمله في أن تساهم في تعزيز وتوطيد العلاقات المتميزة التي تجمع بين برلماني البلدين الصديقين.

 وسجل رئيس المجلس بارتياح كبير التراكمات الإيجابية التي تحققت خلال هذه العقود الأربعة، داعيا برلماني البلدين إلى استثمار الإرادة السياسية القوية، والحوار السياسي الدائم، والقواسم والقيم المشتركة، والفرص التي يتيحها الموقع الجيوـ استراتيجي، وكذا المؤهلات التي يزخر بها البلدان للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى بناء شراكة نموذجية شاملة قائمة على منطق تعاون رابـــح ـ رابــح بين الجانبين، مؤكدا أن تعزيز التعاون جنوب ـ جنوب، وضمنه التعاون مع دول أمريكا اللاتينية، يعد خيارا استراتيجيا للمغرب، يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

 وبهذه المناسبة، جدد السيد بن شماش التعبير عن تنويه وتقدير كل مكونات مجلس المستشارين للموقف النبيل والتاريخي الذي عبر عنه البرلمان الكولومبي بمجلسيه من خلال قراره الصادر في دجنبر 2018 والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، واعتباره لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية لبلادنا الأساس الأمثل والوحيد الذي يتمتع بالجدية والمصداقية من أجل ايجاد حل للنزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية تحت السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.

وأكد رئيس المجلس أن الجيل الجديد من السياسيين في أمريكا اللاتينية، اقتنعوا بحقيقة النزاع حول الصحراء المغربية باعتباره أحد مخلفات "الحرب الباردة"، وبضـرورة إرساء علاقات شراكة وتعاون مع المغرب كبلد جدير بالثقة، وكنموذج تنموي وديمقراطي متفرد في المنطقة، من أجل تحقيق طموحات وانتظارات شعوب دول الجنوب، وتدارك الفرص الضائعة التي فرضها المنطق السابق الذي رهن علاقات التعاون في اعتبارات أيديولوجية ضيقة، حيث أكد  رئيس المجلس في هذا الصدد أن هذه المرتكزات هي التي انبنى عليها الموقف المغربي بخصوص الأزمة بفينزويلا من خلال دعم التغيير والتحول الديمقراطي السلمي، وحرص المملكة على دعم المسارات الديمقراطية وترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وفي هذا السياق، دعا السيد بن شماش ممثلي البرلمان الكولومبي إلى التفكير المشترك في سبل تعزيز التعاون البرلماني على المستويين الثنائي بين البلدين وعلى المستوى المتعدد الأطراف من خلال خلق آلية للتعاون  الثلاثي( مغربية ـ افريقية ـ كولومية)، والانخراط في المبادرة الطموحة التي أطلقها البرلمان المغربي، والرامية إلى تأسيس منتدى برلماني أفريقي أمريكو لاتيني كفضاء للترافع حول القضايا الراهنة والطموحات العادلة لشعوب القارتين، حيث استعرض الأشواط النوعية التي تحققت في مسار إرساء هذه المبادرة التي حظيت بدعم مختلف الاتحادات والمنظمات الجهوية والقارية بكل من افريقيا وأمريكا اللاتينية.

من جهته، عبر رئيس الوفد الكولومبي عن تقدير وامتنان مكونات البرلمان الكولومبي للدعم الكبير الذي قدمه المغرب في مسلسل السلام ببلاده، مؤكدا ان التجربة المغربية الرائدة في العديد من المجالات، ومكانته السياسية والجغرافية المتميزة، تؤهله لتقديم المزيد من الدعم لجمهورية كولومبيا في صورتها الجديدة المتسمة بالاستقرار والتنمية وتعزيز البناء المؤسساتي الديمقراطي.

وفي هذا السياق، أكد المسؤول الكولومبي أن هذه الزيارة تروم توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل التجارب وتقاسم الخبرات في مجموعة من المجالات الحيوية، واستثمار الموقع المتميز للبلدين في تعميق الشراكة الثنائية باعتبار المغرب بوابة لكولومبيا نحو افريقيا والفضاء الأورو ـ متوسطي، وبلده منصة متينة للمغرب لتعزيز تموقعه بأمريكا الجنوبية.

 كما جدد الوفد الكولومبي دعم بلاده، حكومة وبرلمانا، لكل القضايا العادلة والمشـروعة للمغرب وعلى رأسها وحدته الترابية، مؤكدا أن جمهورية كولومبيا تنظر إلى المغرب بصفته بلدا صديقا كشـريك استراتيجي يتمتع بالسلم والاستقرار، وبتجربة تنموية رائدة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.