على إثر المصاب الجلل والرزء الفادح الذي ابتلى الله به بلادنا العزيزة ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023 جراء الزلزال العنيف الذي ضرب عددا من أقاليم المملكة، وما خلفه من خسائر بشرية ومادية جسيمة والمئات من الشهداء والمصابين، يعبر مجلس المستشارين، بكل هياكله التنظيمية ومكوناته السياسية والإدارية، عن عميق حزنه وبالغ تأثره بهذه الفاجعة الكبرى التي لا راد لقضاء الله تعالى فيها، ويتقدم بخالص وأصدق عبارات التعازي والمواساة لأب الأمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ولكل الشعب المغربي الوفي ولعائلات وأسر الشهداء، ضارعا إلى العلي القدير أن يتقبلهم قبولا حسنا ويتغمدهم برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جنانه، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل ويفرغ عليهم وعلى ذويهم من صبره الجميل.
ويود المجلس، بهذه المناسبة المؤلمة، أن يشيد عاليا بالتعبئة الشاملة التي أبان عنها الشعب المغربي الأبي، منذ اللحظات الأولى لحدوث هذه الكارثة الطبيعية، من خلال تكاثف جهود جميع المتدخلين من مواطنين ومجتمع مدني وسلطات مركزية ومحلية والقطاعات الوزارية المعنية ومصالح الوقاية المدنية، والقوات المسلحة الملكية الباسلة وكل أفراد الأجهزة الأمنية، والدرك الملكي والقوات المساعدة.
ويعرب المجلس عن اعتزازه الكبير بالرعاية الملكية السامية والعناية الأبوية الكريمة التي أحاط بها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله جميع الضحايا من رعاياه الأوفياء، من خلال إشراف جلالته المباشر على الجهود الحثيثة للاستجابة الفورية، من كل الجهات المعنية، للتحديات الناجمة عن هذه المأساة الوطنية عبر تعبئة الإمكانات البشرية واللوجستية، العسكرية منها والمدنية، للتعامل مع مخلفات هذا الابتلاء بكل ما يستلزمه من جدية وفعالية في الوقت المناسب
وإن مجلس المستشارين لمعتز بما أبان عنه الشعب المغربي من تلاحم وتضامن ومبادرات إنسانية راقية ليست غريبة على أمة عريقة وشعب أصيل عرف عبر تاريخه المجيد بقيم التآزر والتضامن والتضحية الوطنية.
وفي هذا الإطار ينوه مجلس المستشارين بالانخراط العفوي والتطوعي لكل أعضائه المستشارين وكل أطره وموظفيه في عملية التبرع بالدم التي ما زالت مستمرة وسنعمل على تنظيمها بما يسمح للجميع بالمساهمة فيها.
كما يعلن مجلس المستشارين عن استجابته لطلبات السيدات والسادة المستشارين بالانخراط في حملة التبرع الوطنية سواء المادية والعينية، بالإضافة إلى انخراط موظفات وموظفي المجلس في تنظيم عملية التبرع الفردي والطوعي.
حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل سوء وجعل الله كل ابتلاء تحديا لأمتنا وشعبنا ليبين عن معدنه الأصيل وتلاحمه وتشبته بقيمه الوطنية الأصيلة والتفافه حول رمز الأمة وقائدها وموحدها أمير المؤمنين صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله ورعاه وأدامه راعيا وحاميا وملهما للأمة المغربية المجيدة.
"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأوائك هم المهتدون" صدق الله العظيم.