السيد رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب المحترم
السادة الرؤساء المحترمون
زميلاتي زملائي البرلمانيين المحترمين،
السيدات والسادة الحضور الكرام،
إنه لمن دواعي سروري أن أتواجد بينكم اليوم، مشاركا لأول مرة في أشغال الجمعية العامة لبرلمانكم الصديق، في فضاء برلماني غني بالقيم الإنسانية النبيلة،و مفعم بروح التضامن من أجل غد أفضل وأرحب لشعوبنا الصديقة.
وفي هذه اللحظة المميزة التي نحتفي فيها، بتخليدكم للذكرى الستين، لتأسيس أعرق مؤسسة برلمانية إقليمية بأمريكا اللاتينية والكراييب، نقف بكل تقدير واعتزاز أمام مسيرة زاخرة بما راكـمتـموه من منجزات.
فلقد صنعتم، على مدار ستة عقود، مسارا مشرفا للوحدة والاندماج، وأرسيتم نموذجا يحتذى به في تعزيز قيم العدالة، والمساواة، والحرية والتضامن.
وها أنتم تواصلون اليوم، خطواتكم الحثيثة والمقدامة من أجل النهضة التنموية الشاملة والعيش الكريم لشعوبكم.
السيد الرئيس المحترم،
نعم صحيح، إنه أول حضور شخصي لي معكم، وهي أول مهمة دبلوماسية خارج أرض المملكة المغربية أقوم بها، كرئيس لمجلس المستشارين، لكنه حضور لأنقل لكم رسالة على أرض بلد صديق، أرض جمهورية بنما.
هي رسالة تأكيد الحرص على ترسيخ مسار استثنائي، أخوي ونبيل، راكمه البارلاتينو مع إخوانه ببرلمان المملكة المغربية.
وإذ نستحضر هذا المسار المتين من العلاقات، التي نشأت منذ سنة 1996، لنكون بذلك أول برلمان إفريقي وعربي وإسلامي، يحظى بصفة عضو ملاحظ لدى برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، أود تجديد التعبير عن مشاعر التقدير والامتنان، للسادة رؤساء البرلاتينو، الذين كانت لهم البصمة القوية في بناء وترسيخ هذا المسار.
ففيكم جميعا، لمسنا دائما التقدير الصادق للمملكة المغربية، ولنموذجها الديمقراطي والتنموي، ولنهجها في علاقات التعاون والتضامن، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
فهي تحية للصديق إلياس كاستيو؛
فمعكم السيد إلياس، وبصفتكم رئيسا للبارلاتينو آنذاك، وقعنا سنة 2018 على مذكرة التفاهم مع مؤسستكم الصديقة، والتي بموجبها رسخنا خارطة طريق مشتركة، وأكدنا على انخراط برلمان المملكة المغربية في مسار جديد متجدد معكم.
هي تحية كذلك، لصديقنا خورخي بيزارو؛
فصورتكم الصديق خورخي، إلى جانب رؤساء كافة الاتحادات الجهوية والقارية بإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأنتم توقعون يوم فاتح نونبر 2019 بمقر مجلس المستشارين بالمملكة المغربية، على الإعلان التأسيسي للمنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب "أفرولاك"، ستظل حاضرة في ذاكرتنا الجماعية.
هي تحية تقدير وامتنان كذلك، للصديقة سيلفيا غياكوبو؛
فعملكن الدؤوب الصديقة سيلفيا، على ترسيخ وتوطيد هذا المسار، وصور زيارتكن للمملكة المغربية في يوليوز من سنة 2022، والمفعمة بالمشاعر الإنسانية الأخوية، كلها صور ستظل محفورة ومحفوظة في تاريخ وذاكرة مؤسستنا التشريعية.
وهي كذلك اليوم، تحية لرئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، السيد رولاندو باتريسيو، على مشاركتكم بالمملكة المغربية، في فبراير من هذه السنة، في منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، إلى جانب رئيسات ورؤساء مجالس الشيوخ والاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكراييب.
السادة الرؤساء المحترمون؛
معكم جميعا، وسويا، استطعنا، أن نجعل لهذا المسار الاستثنائي والأخوي من العلاقات، رمزا، وفضاء يشهد على ما راكـمناه سويا في مسار التعاون والتواصل والعلاقات الأخوية النبيلة، ألا وهو المكتبة التفاعلية المغربية بمقر مؤسستكم الصديقة.
فبكل صدق، لا تحضرني الكلمات الحاملة لكل معاني الاعتزاز والفخر، وأنا ألـج اليوم مقر منظمتكم الصديقة، ويكون أول ما يتناظر إلينا هو هذا الفضاء المغربي، والذي تفضل جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بإطلاق اسم جنابه الشريف عليه، وسنواصل العمل معكم لجعل هذه المكتبة مرجعا لتلاقح الثقافات، ومنارة معرفية أكاديمية دولية، ومركزا للتواصل البرلماني بين بلدان أمريكا اللاتينية والكراييب وإفريقيا والعالم العربي، ببرنامج وأنشطة دورية، سنعمل على تسطيرها مع رئاسة مؤسستكم الصديقة.
السيد الرئيس المحترم،
إننا وإذ نوجه عبارات التحية والتقدير والامتنان لرؤسائكم السابقين والحاليين المساهمين في هذا المسار، لنتوجه إليكم جميعا، في الذكرى الستين لتأسيس برلمانكم الإقليمي الصديق، للتأكيد على أن مسار علاقات برلمان المملكة المغربية معكم، تسنده، وترعاه مبادئ أساسية أصيلة لدى كافة مكونات الشعب المغربي وهي نفس القيم والمبادئ التي تأسس وفقها برلمانكم الصديق، قيم التضامن والسلم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام وحدة وسيادة الدول والمؤسسات.
وإلى جانب هذه القيم والمبادئ فإن مسارنا مسنود بالقناعة الراسخة بحتمية وضرورة تعزيز التعاون جنوب-جنوب، كخيار استراتيجي للمملكة المغربية يرعاه ويقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وهو ما أكدته الزيارة التاريخية لجلالته لدول منطقتكم سنة 2004.
وهذه الاعتبارات والغايات مجتمعة، وإن كانت تشكل ولا شك الدعامة والأساس القيمي لمسار علاقات التعاون التي تجمعنا، والنواة الصلبة لتحصين علاقاتنا أمام كل التحولات، فهي ضمانة لكم جميعا، أنكم أمام شريك موثوق، ذي تقاليد دبلوماسية راسخة وأعراف حضارية عريقة.
ولاشك، أن هذه المرجعيات والمرتكزات، هي التي جعلت المملكة المغربية شريكا موثوقا كذلك، لدى التكتلات الحكومية والسياسية والاقتصادية الجهوية والإقليمية بمنطقتكم.
وهي كذلك نفسها المرتكزات التي تأسس عليها إعلاننا المشترك الذي وقعناه صبيحة اليوم، مع رؤساء الاتحادات الجهوية والإقليمية برلاتينو، برلاسين، برلاندينو وبرلاسور.
إذ أن المملكة المغربية، التي حدد جلالة الملك حفظه الله، بكل حزم ووضوح، المنظار الذي يرى به العالم، تقوم في مجال التعاون جنوب – جنوب، على تعزيز السلام والأمن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي الجهوي والإقليمي، وهذه المبادئ كانت ولاشك الإطار المرجعي، للمبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالته في نونبر من سنة 2023، لأطلسيٍ أوسع وأكثر شمولا، يمثل نقطة التقاء بين إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، باعتبارها مناطق تتوفر على المؤهلات الضرورية لضمان الإقلاع الاقتصادي.
السيد الرئيس المحترم،
زميلاتي زملائي الأفاضل،
في الختام، لا أود أن تفوتني الفرصة، وأنا بهذا المقر وما يحمله من حمولة تاريخية وبأرض جمهورية بنما الصديقة، دون التعبير، باسم وفد برلمان المملكة المغربية، عن صادق امتناني وتقديري لكم، ولجمهورية بنما حكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وإلى فرصة قريبة للقاء بكم على أرض الحوار، والتعايش والسلام، أرض المملكة المغربية، إلى ذلك الحين، أقول لكم عيد ميلاد سعيد برلاتينو.
شكرا لكم على حسن الإصغاء.