تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مجلس المستشارين يحتضن أشغال أول اجتماع يعقده للمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب

2025-02-14

أجرى رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد ولد الرشيد، يومه الخميس 13 فبراير 2025، مباحثات مع السيد Rolando Gonzalez Patricio، رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، مرفوقا بأعضاء المكتب التنفيذي لهذه المنظمة البرلمانية الإقليمية، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقومون بها للمملكة المغربية من 12 إلى 17 فبراير الجاري، حيث كانت مناسبة جدد فيها الجانبان على عمق العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية ودول أمريكا اللاتينية والكراييب، والرغبة المشتركة الراسخة في مواكبة هذه العلاقات، والارتقاء بها إلى شراكة منتجة، من خلال الحوار البرلماني المنتظم والتنسيق وتوحيد الرؤى بشأن القضايا ذات الأولوية والاهتمام المشترك.

كما انعقد بمناسبة هذه الزيارة اجتماع مشترك بين مكتب مجلس المستشارين والمكتب التنفيذي للبرلاتينو، كأول لقاء خارج المنطقة.

وخلال هذا الاجتماع المشترك، أعرب السيد محمد ولد الرشيد عن بالغ اعتزازه باختيار المملكة المغربية لاحتضان أول اجتماع للمكتب التنفيذي لــ «البارلاتينو" خارج أمريكا اللاتينية والكارييب، مما يعكس متانة العلاقات الاستراتيجية بين مجلس المستشارين وهذا التكتل البرلماني الهام، وكذا تقدير هذه المنظمة البرلمانية الإقليمية للنموذج الديموقراطي والتنموي للمملكة المغربية وتفرد مكانتها في محيطها الجهوي والإقليمي.

كما أشاد بالمبادئ التي تقوم عليها المنظمة والقائمة على احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول، واعتماد منهج الحوار وسبيل السلام لمعالجة القضايا الدولية وحل النزاعات، وهي ذاتها المبادئ التي تشكل جوهر الدبلوماسية المغربية، خاصة في إطار سياسة التعاون جنوب-جنوب التي كرّسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، كخيار استراتيجي للتنمية والتعاون.

كما أشار السيد محمد ولد الرشيد إلى دور مجلس المستشارين كحلقة وصل برلمانية بين القارة الإفريقية والمنطقتين العربية والأمريكولاتينية، من خلاله انخراطه الجاد في العديد من المبادرات، خصوصا عبر مبادرة المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب "الأفرولاك" وغيرها من منتديات التعاون البرلماني، مبرزا في هذا الصدد الإمكانيات التنموية والاستثمارية الهائلة للمنطقتين، وضرورة استثمارها لصالح تحقيق التنمية المستدامة، الأمن الغذائي، العدالة المناخية، وفي تدبير قضايا الهجرة والنزوح.

وفي هذا السياق، أبرز رئيس مجلس المستشارين المكانة الإقليمية للمغرب ودوره الريادي في مشاريع ومبادرات كبرى، أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أيده، مثل أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل والصحراء إلى المحيط الأطلسي، منوها بدعم برلمان أمريكا اللاتينية لهذه المبادرات الملكية الاستراتيجية.

كما شدد على أهمية استمرار التعاون البرلماني جنوب-جنوب من خلال منصات ومنتديات دعم الحوار والشراكة الاستراتيجية، بما في ذلك المنتدى البرلماني الاقتصادي المغرب-أمريكا اللاتينية والكاراييب، والحوار القائم بين مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة والاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكاراييب.

وجدد السيد ولد الرشيد، بالمناسبة، امتنانه وتثمينه لمواقف برلمان أمريكا اللاتينية الداعمة للمغرب، مشيدا بالعلاقات المتميزة بين الطرفين، ومؤكدا التزام المغرب بتعزيز التعاون والتضامن بين دول الجنوب لتحقيق التنمية والاستقرار.

من جهته أعرب رئيس المكتب التنفيذي البارلاتينو، السيد Rolando Gonzalez Patricio، عن بالغ شكره وتقديره لمجلس المستشارين على استضافة هذا الاجتماع الهام، الذي يعكس متانة العلاقات البرلمانية القائمة بين الجانبين، متعهدا العمل على تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة.

واعتبر السيد Rolando Gonzalez Patricio أن العلاقات بين المملكة المغربية ودول "البارلاتينو" ترقى إلى تعاون استراتيجي مبني على قواسم مشتركة وتحديات ورهانات متشابهة، مشددا على أن منطقتي أمريكا اللاتينية وإفريقيا تواجهان تحديات تنموية كبرى، مما يجعل من الضروري العمل سويا على إيجاد حلول فعالة ومستدامة لهذه القضايا.

وفي هذا السياق، أبرز أهمية استثمار الفضاء الأطلسي كمجال جغرافي مشترك بين أمريكا اللاتينية والقارة الإفريقية، وما يتيحه من فرص لتعزيز التعاون، بالنظر إلى ما يتقاسمه الطرفان من عوامل تاريخية وثقافية وعرقية وتقاليد مجتمعية تجعل من الشراكة بينهما حاجة منطقية وضرورية.

ومن جهة أخرى نوه السيد Rolando Gonzalez Patricio بالدور الذي يقوم به مجلس المستشارين، في تطوير العلاقات مع البارلاتينو، مشيرا إلى أن هذا الدور لا يقتصر على المتابعة، بل يجعل من المجلس مساهما استراتيجيا وفاعلا نشطا في دعم هذا التكتل البرلماني، والترافع عن القضايا المشتركة، والسعي إلى تطوير آليات التعاون جنوب-جنوب عبر دبلوماسية برلمانية طموحة، مشددا في السياق، على ضرورة اغتنام كل الفرص المستقبلية الواعدة واستثمارها.

كما أبرز الأدوار الطلائعية التي ينهض بها "أفرولاك" كمنصة حيوية لتعزيز الرؤية الاستراتيجية المشتركة وفضاء للعمل المشترك حول قضايا جوهرية، مثل التنمية والتغير المناخي، وغيرها من القضايا ذات الأولوية التي تتطلب العمل بمسؤولية وجدية.

وقد توج الاجتماع المشترك، لمكتب مجلس المستشارين والمكتب التنفيذي للبرلاتينو، بالتوقيع على إعلان مشترك تضمن مجموعة من الأفكار والخطوات الرامية الى تعزيز وتطوير العمل المشترك.

 كما تم بموجبه الاتفاق على العمل بصفة شريكين متقدمين استراتيجيين، ومواصلة التعاون المشترك للدفع بمسار "الأفرولاك"، والتحضير لعقد قمته المقبلة بالمملكة المغربية.

 

*