قام وفد عن مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيد Jean-Pierre Raffarin، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي، رئيس الوزراء السابق للجمهورية الفرنسية، بزيارة عمل هامة للمملكة المغربية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 23 يناير 2016.
وتندرج هذه الزيارة، في إطار ترسيخ العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع المملكة المغربية بالجمهورية الفرنسية، وتهدف إلى تقوية علاقات الصداقة والتعاون المتميزة القائمة بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ الفرنسي.
وقد أجرى السيد Jean-Pierre Raffarin، الذي كان مرفوقا خلال هذه الزيارة بكل من رئيس مجموعة الصداقة بين مجلس الشيوخ الفرنسي ومجلس المستشارين المغربي، السيد Christian Cambo، وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي، السيدة Bariza Khiari، والمدير العام لمؤسسة "Fondation Prospective et Innovation"، السيد Serge Degallaix، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع كل من نائب رئيس مجلس النواب، السيد شفيق رشادي، ورئيس الحكومة، السيد عبد الإله ابن كيران، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، السيد نزار البركة، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمارات والاقتصاد الرقمي، السيد مولاي حفيظ العلمي، ووزير الداخلية، السيد محمد حصاد، ورئيس المجلس الأعلى للحسابات، السيد إدريس جطو، تناولت مختلف المواضيع والقضايا ذات الإهتمام المشترك بين البلدين، لاسيما الاستثمار ودعم القطاعات والمشاريع التنموية بين البلدين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية، وكذا التحديات المشتركة التي تطرحها بؤر التوتر في مختلف أنحاء العالم ومجموعة من القضايا الراهنة ذات الإهتمام المشترك.
كما أجرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي، مباحثات في شكل غذاء عمل مع الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، السيد محمد الأنصاري، حضره كل من الخليفة الخامس لرئيس مجلس المستشارين، السيدة نائلة مية التازي، ونائب رئيس مجلس النواب، السيد رفيق رشادي، ورئيسة مجموعة الصداقة بين مجلس النواب المغربي والجمعية الوطنية الفرنسية، السيدة اعتماد الزاهيدي، وسفير فرنسا المعتمد بالرباط، السيد Jean-François Girault، تناول خلاله الجانبان الآليات والسبل الكفيلة بتعزيز أواصر الصداقة والتعاون القائمة بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ الفرنسي.
وخلال هذا اللقاء، شدد الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، السيد محمد الأنصاري، على الدور الهام الذي تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية في تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما أكد على أهمية تبادل الزيارات في إضفاء دينامية متجددة على العلاقات الثنائية الممتازة بين المؤسستين التشريعيتين وفي استشراف آفاق الشراكة والتعاون، مستحضرا في هذا الإطار محطتين هامتين مقبلتين تتمثلان في النسخة الرابعة من المنتدى البرلماني المغربي الفرنسي، والمؤتمر 22 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية COP22 التي ستحتضنها المملكة المغربية خلال شهر نونبر 2016 بمراكش وأهمية الدعم الفرنسي للمغرب من أجل إنجاح هذه التظاهرة العالمية، بالإضافة إلى العلاقات المغربية –الأوروبية، والتنسيق المغربي الفرنسي في المحافل الأوروبية، ولاسيما على مستوى البرلمان الأوربي والجمعية البرلمانية لمجلس أوربا من أجل الدفاع عن المصالح العليا لبلادنا.
وفي نفس السياق، ذكر الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، بالمكاسب المهمة التي جاء بها دستور2011 لصالح تكريس دولة الحق والقانون والمؤسسات، والتقدم الذي عرفته بلادنا في مسار إرساء حقوق الإنسان ودعائم الجهوية المتقدمة كمشروع استراتيجي كبير يتوخى تحقيق التنمية المتكاملة والمتوازنة في مختلف المناطق شمال وجنوب المملكة، مشيرا في هذا الصدد إلى الرؤية الإستراتيجية والطموحة للمشاريع الكبرى في إطار المخطط الجديد للتنمية في الأقاليم الجنوبية التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في زيارته التاريخية للأقاليم الجنوبية للمملكة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.
ومن جانبه، أشاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي، بالعلاقات العريقة والمتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية التي عرفت انطلاقة جديدة منذ اللقاء الأخير الذي جمع بين قائدي البلدين بالعاصمة باريس، وكذا بالإصلاحات العميقة التي باشرتها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وعبر المسؤول الفرنسي، عن ارتياح بلاده لمستوى الشراكة الفرنسية- المغربية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذا التعاون الأمني والديني ومعالجة إشكالية الهجرة.
وشارك رئيس لجنة الشؤون الخارجية والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي خلال هذه الزيارة، في أشغال الدورة الخامسة لمنتدى أورو ميد كابيتال 2016 التي انعقدت بمدينة الدار البيضاء في نفس الأسبوع، والتي خصصت للتباحث حول مختلف السبل الكفيلة بجلب المزيد من الاستثمارات التنموية نحو القارة الإفريقية، والتي أكد بالمناسبة على أن المغرب يعد نموذجا يحتذى به في تقاسم ثمار النمو مع القارة الإفريقية، معتبرا في نفس الإطار أن الموقع الإستراتيجي والجغرافي والسياسي للمغرب يؤهله لكي يعزز علاقاته بشكل أكبر ويعمق ويوطد
روابطه خاصة مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وأشار المسؤول الفرنسي، إلى أن المغرب تجمعه علاقات اقتصادية وثقافية متميزة مع أوروبا، ومع عدد من البلدان والتجمعات الاقتصادية الأخرى، والتي تؤطرها اتفاقيات شراكة والتبادل الحر.