في سابقة من نوعها، عقد مجلس المستشارين، اليوم الاثنين 11 يوليوز الجاري اجتماعا مشتركا مع المكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى برئاسة حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، وخوسي انطونيو البارادو، رئيس برلمان أمريكا الوسطى.
واعتبر بن شماش، في كلمته خلال هذا اللقاء، أن انعقاد اشغال المكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى بمدينة العيون يعد حدثا تاريخيا واستثنائيا، جاء نتيجة لمسار علاقات ثنائية بين المؤسستين التشريعيتين، انخرط فيه مجلس المستشارين بإرادة سياسية قوية في إطار التوجه الاستراتيجي الذي تبناه المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
كما يعبر هذا الحدث عن التقدير والاحترام الذي يكنه المغرب ملكا وشعبا لبلدان أمريكا الوسطى الذي يتقاسم معها العديد من قيم التضامن، والتسامح، والعدالة الإجتماعية، والسلم، والإيمان بالمبادئ الكونية لحقوق الإنسان، والحرية، والتعايش.
وابرز بن شماش أهمية التموقع الجغرافي الاستراتيجي لكون من المغرب وبلدان أمريكا الوسطى، والدور الذي يمكن أن يلعبه الجانبان لإقامة جسور التعاون وغقامة شراكة متعددة الأوجه، لتحقيق طموحات وانتظارات شعوب هذه الدول في تحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم.
وفي هذا الإطار، نوه رئيس مجلس المستشارين بالتجربة النموذجية لبلدان أمريكا الوسطى في تشكيل تكتل إقليمي فاعل، قوي، ومتضامن، مبديا آسفه لفشل دول الاتحاد المغاربي في تحقيق نفس الهدف، وبالتالي الفشل في تحقيق حلم شعوبها في التكامل والاندماج والوحدة، وتشكيل قوة إقليمية قادرة على مجابهة التحديات الأمنية والاقتصادية والبيئية.
وتوقف بن شماش، في هذا السياق، عند الأوضاع التي تعيشها العديد من مناطق العالم جراء تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف بعد "الربيع العربي"، ولاسيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكذا منطقة الساحل والصحراء التي أصبحت مرتعا للمنظمات الإرهابية، وشبكات الجريمة المنظمة، والهجرة السرية، والإتجار في البشر والمخدرات والأسلحة.. بالإضافة للحركات الانفصالية التي تستغل هذا الوضع في إطار "زواج موضوعي" قائم مع هذه التنظيمات الإجرامية.
ولم يفت رئيس مجلس المستشارين، التذكير بالديناميات الإصلاحية والأوراش التنموية الكبرى التي عرفها المغرب في ظل القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، مبرزا في هذا الصدد أهمية ورش الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي لتحقيق الإقلاع التنموي في جميع ربوع المملكة.
ومن جهته، عبر رئيس برلمان أمريكا الوسطى عن بالغ سعاته بعقد اجتماع للمكتب التنفيذي بمدينة العيون، واعجابه بما لمسه في الشعب المغربي من تنوع ثقافي غني، ومن تشبت قوي بملكه الذي يرمز إلى وحدة الشعب.
وأكد رئيس برلمان أمريكا الوسطى على الاستثناء المغربي على جميع المستويات المتعلقة بالإصلاح والتنمية، والمساهمة في استتباب الأمن الاستقرار والعالميين، والتعايش.. وهي قيم يتقاسمها مع شعوب أمريكا الوسطى التواقة إلى الحرية والتقدم والكرامة.
وأبدى رئيس برلمان أمريكا الوسطى استعداده لتقوية التعاون مع مجلس المستشارين من خلال بلورة برامج مشتركة، وتكثيف تبادل الزيارات الرامية إلى تقاسم التجارب والاستفادة من الخبرات، والتنسيق في مختلف المحافل الدولية حول القضايا والمصالح ذات الإهتمام المشترك.
ويذكر أن المكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى يقوم بزيارة عمل للمغرب من 10 إلى 16 يوليوز الجاري، حيث سيجري سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين حكوميين ومنتخبين. كما سيعقد اجتماعا لمكتبه التنفيذي يوم الثلاثاء 12 يوليوز الجاري بمدينة العيون