استقبل فخامة رئيس الجمهورية السلوفينية السيد بوريوت باهور، بالقصر الرئاسي بالعاصمة لوبليانا، رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش، مرفوقا بوفد يمثل المجلس.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال فخامة رئيس الجمهورية السلوفينية إنه يكن احتراما ومحبة خاصة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مشيرا إلى أن بلاده "لم تستطع بعد أن تصل إلى علاقات قوية مع دول شمال إفريقيا"، ومؤكدا أن المغرب بلد مهم لدى سلوفينيا، كما أنه شريك سياسي واقتصادي مهم، وأن بلاده تسعى إلى إقامة علاقات أكثر قوة وعمقا معه، لكونه بوابة لوبليانا إلى شمال إفريقيا والقارة الإفريقية بصفة عامة.
وشدد فخامة الرئيس السلوفيني على أن بلاده "تنظر إلى المغرب بإعجاب، بالنظر إلى الأدوار التي يلعبها في المنطقة"، مشيرا إلى أن إدارته تنهج سياسة جديدة على المستوى الدبلوماسي بعد أن "فوجئت بتواضع العلاقة مع دول المتوسط"، وداعيا إلى تقوية علاقات الجوار بين الاتحاد الأوربي ودول جنوب المتوسط، وفي مقدمتها المغرب.
من جانبه اعتبر السيد بن شماش رئيس مجلس المستشارين، أن الاستقبال الحافل الذي حظي به وفد مجلس المستشارين تعبير صريح عن مدى متانة العلاقات بين البلدين وسعيهما الجاد والمشترك إلى الرقي بهذه العلاقات إلى مستوى إستراتيجي وقوي، محذرا في الآن ذاته من المخاطر التي تتفاقم بسب "زواج المصلحة" بين جبهة البوليساريو والتنظيمات الإرهابية وشبكات الاتجار بالبشر المتنامية على طول الساحل والصحراء.
كما أشار السيد حكيم بن شماش إلى "الأخطاء التي ارتكبتها بعض دول الاتحاد الأوربي عندما دعمت إسقاط الأنظمة في سياق ما عرف بالربيع العربي، دون أن تتوفر على رؤية وتصور لبناء هذه الدول والمجتمعات"، مضيفا أن "من السهل إسقاط أنظمة مستبدة، ولكن يصعب بناء أنظمة ديمقراطية".
ولفت السيد رئيس مجلس المستشارين الانتباه إلى أن المغرب "يشكل نموذجا استثنائيا وسط محيط إقليمي متقلب وغير مستقر، لكونه اختار السير في الإصلاح المتدرج والمتراكم؛ كما أنه ليس دولة وليدة اللحظة، وإنما دولة عمرت وظلت تبنى على مدى قرون حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم".
وكشف السيد الرئيس حكيم بن شماش أن المغرب يتحمل أعباء كبيرة في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، "لكونه لم يعد بلد عبور فقط للمهاجرين، ولكن تحول إلى بلد استقرار؛ وذلك بفضل السياسة الوطنية للهجرة التي نجها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتعكف الحكومة على تنزيلها من خلال تسوية وضعية نحو 30 ألفا من المهاجرين القادمين في غالبيتهم من دول جنوب الصحراء والساحل، إضافة إلى التوجه الذي يقوده عاهل البلاد لتنمية إفريقيا ومواجهة التحديات الهجروية والأمنية في معاقلها بدل الانتظار إلى حين وصولها إلى ضفة المتوسط والحدود الأوربية".