استقبل رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش رئيس مجلس الشيوخ الإيرلندي السيد دينس أودونوفان، على رأس وفد رفيع المستوى والذي يزور المملكة المغربية بدعوة من رئاسة مجلس المستشارين، وذلك يوم الأربعاء 2 ماي 2018 بمقر المجلس.
وخلال هذا اللقاء، عبر رئيس مجلس المستشارين عن أمله بأن تكون هذه الزيارة بوابة لتعزيز العلاقات بين البلدين والرقي بها إلى مستويات أعمق من التعاون والشراكة.
وأكد السيد الرئيس أن المملكة المغربية تنظر بعين التقدير والاحترام لدولة إيرلندا ودورها في بناء الحضارة الأوربية والعالمية، مشيدا بالإمكانيات التي يزخر بها هذا البلد الصديق،
وذكر السيد الرئيس بالعلاقات القوية والجادة التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوربي ومجلس أوربا، والتي منحت المغرب صفة شريك من أجل الديمقراطية، مشددا على أن المغرب بحكم موقعه الجغرافي يشكل جسرا للربط بين أوربا وشمال إفريقيا والقارة الإفريقية على العموم، داعيا إلى استثمار هذه المؤهلات للرقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة قائمة على أساس رابح رابح بين الطرفين.
وفي هذا السياق، استعرض السيد رئيس المجلس الإنجازات المهمة التي حققها المغرب في مجال الإصلاحات الديمقراطية، مؤكدا على أن المغرب قرر ملكا وشعبا المضي في طريق بناء دولة الحق والقانون وهو مسار لا رجعة فيه، مضيفا أن المغرب استطاع أن يحصن هذا المسار كنموذج للاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني رغم التحديات التي يواجهها في ظل محيط إقليمي متقلب، ويعج بالتحديات المرتبطة بالتهديدات الإرهابية والأمنية والتي تعامل معها المغرب بحكمة بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك وتكاثف إرادات نخبه السياسية ووعي شعبه.
كما أبرز السيد الرئيس المخاطر التي تجسدها الحركات الانفصالية بالمنطقة، خاصة وأن كل الأدلة تشير إلى زواج المصلحة بين هذه الحركات والتنظيمات الإرهابية وشبكات الاتجار في البشر التي يشكل المغرب نموذجا لمواجهتها والحد من تهديداتها،
وفي هذا الصدد قدم السيد رئيس المجلس لمحة تاريخية عن طبيعة وحيثيات النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بالإضافة إلى آخر المستجدات التي يعرفها هذا الملف، معتبرا أن العديد من المواقف الدولية ظلت لعقود حبيسة اعتبارات إيديولوجية ضيقة فرضتها مرحلة الحرب الباردة، لكن المسار المشترك بين المغرب وإيرلندا وخصوصا في الكفاح من أجل الاستقلال والحرية والسيادة كفيل بجعل البلدين يؤسسان علاقاتهما على أساس الدعم المتبادل.
من جانبه أكد رئيس مجلس الشيوخ الإيرلندي أنه جعل زيارة المغرب إحدى أولوياته، تقديرا منه للدور الذي تلعبه المملكة في المنطقة، معبرا عن شكره وامتنناه للترحيب الكبير الذي حظي به إلى جانب الوفد المرافق له.
وأكد السيد دينيس أودونوفان أن القواسم المشتركة بين البلدين تجعلهما مؤهلان لبناء علاقات قوية ومثمرة، مذكرا باعتماد البلدين على الفلاحة والصيد البحري كأنشطة اقتصادية ذات أولوية، ما يفتح الباب أمام فرص التعاون والشراكة بين البلدين في هذين القطاعين الحيويين، بالإضافة على قطاعي السياحة والبحث العلمي اللذان يحظيان باهتمام هام لدى الشعب الإيرلندي.
وشدد السيد رئيس مجلس الشيوخ على أن بلده يدرك جيدا أهمية المغرب كجسر للربط بين أوربا وإفريقيا، معبرا عن أمله في دفع علاقات التعاون والصداقة بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية، حيث أبلغ السيد دينيس أودونوفان السيد رئيس مجلس المستشارين بأنه سينقل إلى الوزير الأول ووزير الخارجية في الحكومة الإيرلندية مدى أهمية فتح سفارة بالرباط كخطوة أساسية للانتقال بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى.
السيد أودونوفان أشاد بالإصلاحات التي شهدها ويشهدها المغرب منذ تولي جلالة الملك محمد السادس للعرش، مؤكدا على تقديره للإصلاحات السياسية والدستورية التي انتهجها المغرب والتي توجت بدستور 2011، الذي وصفه بالدستور التقدمي الذي رسخ مسار البناء الديمقراطي في المملكة.
هذا وأكد السيد أودونوفان على أنه سيشرف شخصيا على إنشاء مجموعة صداقة إيرلندية مغربية تضم قيادات سياسية إيرلندية كبيرة مهمتها ربط وتقوية العلاقات بين البلدين.
وحضر هذا اللقاء كل من السيد أحمد التوزيزي والسيد رشيد المنياري عضوا مكتب مجلس المستشارين، والسيد مولاي إبراهيم الشريف رئيس مجموعة الصداقة المغربية الإيرلندية بمجلس المستشارين.