أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش مباحثات اليوم الأربعاء 16 يناير 2019 بمقر المجلس مع رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب السيد إلياس كاستيو مرفوقا بالسيد خوصي سيرانو ريكاردو نائب برلماني عن جمهورية الإكوادور، واللذان يقومان بزيارة عمل للمملكة المغربية بدعوة من مجلس المستشارين للمشاركة في الندوة الدولية حول "تجارب المصالحات الوطنية التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي وبناء السلام" التي ينظمها مجلس المستشارين ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي بشـراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يومي 17 و 18 يناير الجاري.
في بداية هذا اللقاء، أكد رئيس المجلس أن العلاقات الدولية للمملكة المغربية قائمة على خيار استراتيجي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصـره الله، ويتأسس على تنويع شراكات المملكة وتعزيز التعاون جنوب ـ جنوب.
وأبرز رئيس المجلس أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البرلمان المغربي وهذا التجمع البرلماني القاري الهام شهر أبريل 2018، تعد ترجمة للوعي المنبثق والجديد الذي يخدم مصالح شعوب المنطقتين، ومنطلقا لتدارك ما ضاع من الفرص التي تم اهدارها نتيجة عوامل وسياقات تاريخية رهنت الديبلوماسية البرلمانية وحصرتها في اعتبارات ايديولوجية ضيقة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس أن البرلمان المغربي قطع أشواطا متقدمة في أفق إرساء المنتدى البرلماني الأفريقو أمريكو لاتيني، كإطار مرجعي للعمل المشترك، وفضاء للحوار، وآلية للترافع وإسماع صوت الشعوب الافريقية وأمريكا اللاتينية والكاراييب في مختلف المحافل البرلمانية الدولية، وكذا مواجهة التحديات المشتركة خصوصا في ظل التحولات المتسارعة والمتنامية التي يشهدها العالم.
من جهته، عبر رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، خلال هذه المباحثات، عن إشادته وتقديره العميق للنموذج التنموي والديمقراطي الذي تتميز به المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب أن الموقع الجيو استراتجي والمكانة التي يحظى بها المغرب في محيطه الإقليمي والجهوي، تمكنه من لعب دور محوري في تسهيل التواصل والتقارب بين بلدان المجموعتين الافريقية والعربية وبلدان أمريكا اللاتينية، كما تؤهله ليكون أرضية متينة لبناء مستقبل مشترك.
وثمن السيد الياس كاستيو مبادرة البرلمان المغربي بإحداث منتدى برلماني الأفريقو أمريكو لاتيني، معربا في هذا الإطار عن استعداد برلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب للعمل من أجل ترجمة هذه المبادرة التي ستساعد على تعزيز وتوطيد العلاقات بين شعوب أمريكا اللاتينية وافريقيا.
وفي ختام وجه رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب دعوة رسمية لرئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش، قصد المشاركة في الدورة السنوية للجمعية العامة لهذه المنظمة البرلمانية القارية التي تضم 23 برلمانا وطنيا خلال شهر مـاي 2019، معتبرا إياها مناسبة هامة لاستعراض مقومات المسار الديمقراطي المغربي، وتصوراته في شأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والدفاع عن قضاياه الوطنية العادلة.