أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش مباحثات اليوم الأربعاء 16 يناير 2019 بمقر المجلس مع رئيس المجموعة الجيوسياسية لأمريكا اللاتينية والكراييب بالاتحاد البرلماني الدولي وعضو مجلس الشيوخ الأرجنتيني السيد RODOLFO URTUBEY، والذي يقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية بدعوة من مجلس المستشارين للمشاركة في الندوة الدولية حول "تجارب المصالحات الوطنية التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي وبناء السلام" التي ينظمها مجلس المستشارين ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي بشـراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يومي 17 و 18 يناير الجاري.
وخلال هذه المباحثات، أبرز رئيس المجلس أهمية علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الأرجنتين، مذكرا بأهمية الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى بعض دول امريكا اللاتينية ومنها الارجنتين سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارة في مسار تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية للبلدين خدمة للتعاون جنوب جنوب.
ودعا رئيس المجلس الى استثمار المؤهلات التي يزخر بها البلدان والفرص التي يتحيها الموقع الجيو استراتيجي لكل من المغرب والارجنين من أجل بناء شراكة نموذجية تعود بالنفع على الجانبين.
وشدد رئيس المجلس على أهمية ودور التعاون المؤسساتي البرلماني في تدعيم العلاقات الثنائية للبلدين، مذكرا في هذا السياق بمذكرة التفاهم التي وقعها مجلس المستشارين مع نظيره مجلس الشيوخ الارجنتيني في شهر يوليوز 2017، باعتبارها دشنت لمرحلة جديدة في مسار الديبلوماسية البرلمانية بين البلدين.
وعلى مستوى التعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، استعرض السيد الرئيس مختلف المبادرات التي ميزت عمل البرلمان المغربي وضمنه مجلس المستشارين، في علاقته بأجندة هذه المنظمة البرلمانية الدولية الوازنة، والتي كان آخرها تنظيم ندوة برلمانية دولية بمقر البرلمان المغربي حول التحديات والقضايا المرتبطة بالهجرة بمناسبة انعقاد القمة الدولية حول الهجرة بمدينة مراكش خلال شهر دجنبر 2018.
كما نوه السيد رئيس المجلس بالدعم الذي قدمته المجموعة الجيوسياسية لامريكا اللاتينية والكاراييب لمختلف مبادرات البرلمان المغربي لتعزيز التعاون جنوب جنوب.
وفي هذا الصدد أشار رئيس المجلس الى التقدم الذي عرفته مبادرة إحداث منتدى برلماني إفريقي امريكو لاتيني على مستوى التحضير العملي والدعم الذي لقيته هذه المبادرة من لدن المنظمات والبرلمانات في القارتين، لترجمتها على أرض الواقع باعتبارها إطارا مؤسياتيا سيمكن شعوب القارتين الإفريقية وأمريكا اللاتينية من إسماع صوتها والدفاع عن مصالحها وقضايا شعوبها في عالم دولي غير متوازن.
هذا واستعرض رئيس مجلس المستشارين، خلال هذه المباحثات، خصوصية ومميزات التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية التي رسمت أفقا جديدا لمغرب انتقل الى مرحلة توطيد بنائه الديمقراطي.
من جهته، اشاد رئيس المجموعة الجيوسياسية لأمريكا اللاتينية والكراييب بالاتحاد البرلماني الدولي، بعمق ومتانة العلاقات التي تجمع بين بلاده والمملكة المغربية في مختلف المجالات، مؤكدا على أهمية تعزيز وتقوية التنسيق والتشاور بين برلمانيي البلدين في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية للدفاع عن القضايا المشتركة للبلدين.
وعبر المسؤول الأرجنتيني عن سعادته للدعوة الموجهة له من قبل مجلس المستشارين للمشاركة في هذه الندوة الدولية حول تجارب المصالحات الوطنية، منوها في هذا السياق بالتجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية التي تابعها، بوصفها تجربة متفردة ونموذجا جديرا بالتعميم على باقي الدول التي لازالت تعاني بعض المنزلقات والمخاطر في مسار المصالحات والتوطيد الديمقراطي على المستويين الاقليمي والجهوي.
وثمن المسؤول الارجنتيني أهمية مبادرة إحداث منتدى برلماني إفريقي امريكا لاتيني، مجددا دعمه لهذه المبادرة الهامة، لاسيما وأن دول الجنوب في حاجة إلى مثل هذه الآليات للاستجابة لطموحات وانتظارات شعوبها وتوحيد كلمتها لمواجهة نظام دولي يحتاج الى الكثير من المراجعات والعمل المشترك من أجل بناء مستقبل مشترك عادل ومنصف لكافة الشعوب.