أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش، يومه الثلاثاء 12 مارس 2019 بمقر المجلس، مباحثات مع رئيسة المجلس الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة السيدة أمل عبد الله القبيـسي والوفد المرافق لها بحضور سفير بلادها المعتمد لدى المملكة المغربية.
وفي بداية هذا اللقاء، أعرب السيد بن شماش عن اعتزازه القوي بأهمية هذه الزيارة التي تندرج في سياق تمتين أواصر المحبة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين والتي يرعاها قائدا البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفق رؤية تستشرف آفاق المستقبل بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
وأبرز السيد بن شماش أهمية القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين، مؤكدا عمق علاقات الأخوة التي تم نسجها عبر التاريخ رغم التقلبات التي عرفتها وتعرفها المنطقة، داعيا إلى تحصينها وتوطيدها والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات وتحديات شعبي البلدين الشقيقين.
وبعد أن استعرض خصوصية تجربة وتركيبة مجلس المستشارين في ظل الدستور الجديد للمملكة، دعا السيد بن شماش الجانب الإماراتي إلى تقوية التعاون المؤسساتي البرلماني من خلال بلورة مشاريع ورؤى وبرامج عمل ملموسة، وتعزيز تبادل الخبرات وتقاسم التجارب وتكثيف التنسيق والتشاور في مختلف المحافل البرلمانية الجهوية والدولية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأبدى رئيس مجلس المستشارين اعجابه بمستوى النمو والتقدم الذي عرفته دولة الإمارات العربية المتحدة سيرا على نهج وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل النهيان، مجددا دعم المغرب القوي لكل قضايا دولة الإمارات العربية المتحدة العادلة، لاسيما سيادتها على مجموع ترابها.
وفي هذا السياق، أشاد رئيس مجلس المستشارين بالدعم المستمر والمتواصل لدولة الإمارات العربية المتحدة بخصوص القضايا الوطنية، وبشكل خاص قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
من جهتها، نوهت رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي بعمق العلاقات الثنائية التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، معتبرة أن المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يعد شريكا استراتيجيا استثنائيا وحليفا تاريخيا مهما لدولة الإمارات العربية المتحدة بالمنطقة.
واعتبرت السيدة أمل عبد الله القبيـسي أن للبرلمانات دور فاعل ومؤثر جدا وجب استثماره لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، معبرة عن اعتزازها العميق لتوقيع مذكرة للتفاهم والتعاون بين برلماني البلدين، رغبة في إعطاء دفعة جديدة ودينامية قوية للديبلوماسية المغربية وتفعيل مجموعة الصداقة البرلمانية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وجددت رئيسة المجلس الإتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة دعم بلادها الثابت والراسخ لمغربية الصحراء، ولكل قضاياه العادلة والمشـروعة، منوهة في نفس الإطار بأهمية مبادرة جلالة الملك محمد السادس إطلاق حوار مغربي ـ جزائري لحل الخلافات الثنائية بشكل سلمي يراعي حسن الجوار، وبجهود المغرب في دعم أسس استقرار ليبيا، وذلك باحتضانه للحوار بين الفرقاء الليبيين، والذي توج باتفاق الصخيرات، مؤكدة في هذا السياق أن دولة الإمارات ملتزمة بدورها، بدعم كافة الجهود الدولية الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.
كما أشادت بدور المغرب في التصدي للجماعات الإرهابية والفكر المتطرف، ودعم كل المبادرات السلمية الداعية إلى ترسيخ الأمن والاستقرار واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.
ولم يفت السيدة أمل عبد الله القبيـسي، في معرض كلمتها، أن نوهت بالمواقف الثابتة للمملكة المغربية من نصـرة القضايا العادلة لبلادها، وسيادتها الكاملة على كافة ترابها.
حضر اللقاء السيد عبد الحميد الصويري الخليفة الخامس لرئيس المجلس، والسيد عزيز بن عزوز رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية - الاماراتية بمجلس المستشارين، والسيدتان عائشة ايت علا ورجاء الكساب عضوتا مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية - الإماراتية.
وفي ختام هذا اللقاء، وقع كل من رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش ورئيسة المجلس الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة السيدة أمل عبد الله القبيـسي، مذكرة تفاهم وتعاون بين المجلسين، كتجسيد للتعاون المؤسساتي المتميز القائم بين برلماني البلدين الشقيقين.