تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الكلمة الترحيبية لرئيس مجلس المستشارين في الاجتماع الأول للشبكة البرلمانية حول الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي

2019-10-30

السيدة Florence Rolle، ممثلة منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالمملكة المغربية

السيد عبد الواسع يوسف علي، الأمين العام لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي

حضرات السيدات والسادة رؤساء وممثلي البرلمانات الوطنية بإفريقيا والعالم العربي

يشرفني في البداية أنأعبر لكم باسمي الخاص وباسم كافة مكونات مجلس المستشارين عن سعادتي واعتزازي الكبير بتجديد اللقاء بأخواتيوإخواني برلمانيي افريقيا والعالم العربي، وأرحب بكم مجددا في رحاب مجلس المستشارين وببلدكم الثاني المغرب.

وهي مناسبة، للتعبير عن ارتياحنا الكبير لما حققناه سويا خلال السنوات الأخيرة من خلال سعينا المشترك الى الاضطلاع بأدوارنا كبرلمانيين في طرح ومعالجة القضايا التي تعيشها شعوب افريقيا والعالم العربي،في ظل ما تجتازهالمنطقتان من تحولات عميقة ومتسارعة وتحديات متنامية، إن على المستويات السياسية والأمنية أو في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

حضرات السيدات والسادة؛

إن هذه المناسبة تعتبر محطة أساسية لتجسيد القيامبمسؤولياتنا أمام العقبات التي تحول دون تحقيق النمو المطلوب من حيث الإنتاج الغذائي، وخاصة ما يرتبط بالتغيرات المناخية وخصوصا في دول الجنوب ولا سيما في إفريقيا والعالم العربي.

وهيالتحدياتالتيركزهابشكلعميق جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه السامي الذي ألقاه أمام المشاركين في القمة الإفريقية بأديس أبابايوم الثلاثاء31 يناير 2017،بمناسبة العودة التاريخية للملكة المغربية لحضنها المؤسسي بالاتحاد الإفريقي، حيث قال جلالته :"وكما نعلم جميعا، فلا الغاز ولا البترول بإمكانه تلبية الحاجيات الغذائية الأساسية. أليس الأمن الغذائي أكبر تحد تواجهه القارة الإفريقية؟وهذا هو جوهر المبادرة من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، التي تعرف بمبادرة "Triple A"، التي أطلقناها بمناسبة قمة المناخ "كوب 22".

إنها مبادرة تمثل جوابا جد ملموس وغير مسبوق،لمواجهة التحديات المشتركة المترتبة عن التغيرات المناخية."انتهى منطوق الخطاب الملكي السامي.

حضرات السيدات والسادة؛

إن هذه المعطيات والسياقات، تؤكدهاأيضا تقارير المؤسسات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة، التي لا زالت تبعث على القلق بشأن النتائج التي تم بلوغها على المستوى الدولي بخصوص الهدف الثاني للتنمية المستدامة والذي تسجل كل الدراسات والتقارير التأخر في تحقيقه على الرغم من كل النداءات والجهود المبذولة.

وعلى مستوى المنطقتين الافريقية والعربية، فلازالت نفس التقارير،وآخرها التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية الذي أصدره كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، تدق ناقوس الخطر لما تعيشه المنطقتان من مستويات رهيبة في انعدام الأمن الغذائي، ولا شك أن الندوة الدولية حول البرلمانات ورهانات الامن الغذائي التي سنفتتحها غدا ستقدم لنا صورة أوضح وتقارير وأرقام أدق في هذا المجال، سنكون بلا شكملزمينبالتعامل معها بالكثير من الحزم والعزم المشتركين.

 وبمناسبة هذا الاجتماع الأول للشبكة البرلمانية حول الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي، فإني لا أخفيكم مدى اعتزازي وامتناني العميق في تلك اللحظة التي الححتم وبالإجماع إسناد مهمة ترؤس هذه الشبكة لمجلس المستشارين بالمملكة المغربية، ولكنها كانت أيضا لحظة  أحسست فيها بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا من أجل تجسيد ذلك الطموح الجماعيفي استدراك غيابنا،مؤسساتيا، كبرلمانيين أفارقة وعرب، عن الدينامية البرلمانية العالمية ذات الصلة بالأمن الغذائي، وخصوصا غيابنا عنالقمة البرلمانية العالمية ضد الجوع وسوء التغذية التي انعقدتبمدريد في 29-30 أكتوبر 2018.

وأقدر أن إعطاء الانطلاقة الرسمية لشبكتنا البرلمانية للأمن الغذائي اليوم، هي محطة أساسية لتجسيد دور رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي في تقوية روابط التعاون بين بلدان المنطقة، وفي أداء أدوار أكثر فاعلية وتأثيرا في مضمار الجهود الدولية ذات الصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولاسيما الهدف الثاني المتعلق بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030 وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.

حضرات السيدات والسادة؛

في الختام، وإذ أجدد الترحيب بكم في بلدكم المغرب، لا أود أن يفوتني التعبير عن مشاعر التقدير والامتنان لكل مكونات منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، لما بذلته وتبذله من مجهودات من أجل مرافقة ودعم عمل رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، وكذا في تأسيس وهيكلةالشبكة البرلمانية حول الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي.

والشكر موصول أيضاإلى كل السيدات والسادة رؤساء وممثلي البرلمانات الوطنية الأعضاء في الرابطة، والذين عودونا على تلبية الدعوة وتحمل عناء السفر إلى بلدنا المغرب للانخراط في هذا المجهود المشترك الذي نتطلع أن يكون في مستوى وتطلعات الشعوب الافريقية والعربية.

أتمنىلكم جميعا مقاما طيبا،وآمل في أن يكون النجاح حليفأشغال هذا الاجتماع الأول لشبكتنا البرلمانية ولغعاليات الندوة الدولية حول "البرلمانات ورهانات الامن الغذائي" التي سنفتتحها غدا.

وشكرا على حسن الانصات.