أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد حكيم بن شماش، ورئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي، السيدة مونيكا فرنانديز بالبوا، الثلاثاء بمكسيكو، رغبة البلدين في تعزيز علاقات التعاون بينهما، على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.
واتفق الجانبان، خلال محادثات جرت بمقر مجلس الشيوخ المكسيكي بحضور رئيس لجنة العلاقات الخارجية، السيد هيكتور فاسكونسيلوس، ورئيسة لجنة آسيا والمحيط الهادي وإفريقيا، السيدة كورا سيسيليا بينيدو ألونسو، على التوقيع قريبا على مذكرة تفاهم لتطوير ومأسسة التعاون البرلماني الثنائي وتعزيز التنسيق بين المؤسستين التشريعيتين.
وخلال هذه المحادثات، التي حضرها عن الجانب المغربي خليفة رئيس مجلس المستشارين، السيد عبد القادر سلامة، وسفير المملكة لدى المكسيك، السيد عبد الفتاح اللبار، اتفق المسؤولان على إطلاق مسلسل حوار سياسي وبرلماني يمكن من استثمار الفرص والإمكانات الهائلة المتاحة بين البلدين، وتطوير مشاريع وبرامج عمل لبناء شراكة استراتيجية.
ونوه رئيس مجلس المستشارين، بهذه المناسبة، بتطابق وجهات النظر بين المغرب والمكسيك بشأن مختلف القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي، مبرزا أن البلدين يتقاسمان نفس القيم والتطلعات ويواجهان نفس التحديات رغم تباعدهما الجغرافي.
وشدد السيد بن شماش على أن المغرب والمكسيك، وبالنظر إلى موقعهما الجغرافي الاستراتيجي و التراكم الذي حققاه في مجال الانفتاح الاقتصادي والتجارة الحرة، مدعوان لتدليل العقبات وسوء الفهم المرتبط بفترة الحرب الباردة، وإعطاء العلاقات الثنائية دينامية جديدة.
وقال إن الموقع الاستراتيجي للبلدين وريادتهما الإقليمية في العديد من المجالات، لا سيما في مجال معالجة قضايا الهجرة وحماية البيئة ومكافحة التغيرات المناخية، هما بمثابة رافعة لشراكة نموذجية بين بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مذكرا، في هذا السياق، بالزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى المكسيك سنة 2004 والآفاق التي فتحتها لتعزيز وتعميق علاقات الصداقة والشراكة، في إطار التعاون جنوب ـ جنوب.
وأبرز السيد بن شماش أن المغرب والمكسيك يمكنهما تنسيق مواقفهما بشأن هذه القضايا في الهيئات والمحافل الدولية من أجل إيجاد حلول للقضايا العالمية ورفع التحديات الكبرى التي تواجه البشرية.
وعلى مستوى التعاون المتعدد الأطراف، ذكر رئيس مجلس المستشارين بالتوقيع مؤخرا على إعلان إحداث المنتدى البرلماني إفريقيا ـ أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (أفرولات)، والذي يعد شبكة برلمانية بين- إقليمية مستقلة وفضاء للحوار التفاعلي والبناء وأرضية للتقارب من أجل عمل برلماني كفيل بتعزيز الاندماج الإقليمي وتعزيز التعاون جنوب ـ جنوب.
بدورها، ، نوهت السيدة فيرنانديز بالبوا بالتوقيع على هذا الإعلان ، مؤكدة دعم البرلمان المكسيكي لهذه المبادرة التي تهدف إلى توفير أرضية مشتركة لتعزيز العلاقات بين قارتي إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
من جهة أخرى، أعربت رئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي عن تطلع بلادها للاستفادة من تجربة المغرب الرائدة في التعاطي مع قضية الهجرة ، وتطوير الطاقات المتجددة ، مؤكدة على أهمية تعزيز علاقات التعاون الثنائية ،لا سيما في قطاعات السياحة والزراعة والطيران وصناعة السيارات.
ورحبت في هذا السياق، بالدعوة التي وجهها لها السيد بن شماش لزيارة المغرب ، مؤكدة عزمها على العمل بتنسيق مع الجانب المغربي على تذليل العقبات في أفق بناء شراكة استراتيجية مع المملكة.
وقد أبرز البرلمانيون المكسيكيون خلال هذا اللقاء، أهمية تكثيف اللقاءات لتجسيد الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي عبر مشاريع ملموسة تعود بالنفع على الجانبين ، مشددين على الدور المحوري للدبلوماسية البرلمانية في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس مجلس المستشارين والوفد المرافق له، يقوم بزيارة للمكسيك من 24/الى 28 فبراير الجاري ، بدعوة من منتدى رئيسات ورؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكاراييب " الفوبريل "، حيث سيلقي كلمة في حفل تنصيب رئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي لرئاسة هذه الهيئة البرلمانية الجهوية الهامة للفترة 2020/ 2021.
وسيجري رئيس المجلس خلال هذه الزيارة مباحثات مع المسؤولين البرلمانيين بالمكسيك وكذا مع رؤساء البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء بالفوبريل.