تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بلاغ حول الندوة الافتراضية حول "دور البرلمانيين في تعزيز الاستثمارات المسؤولة في الزراعة من أجل الانتقال نحو أنظمة غذائية أكثر استدامة في إفريقيا"

2020-12-16

شارك السيد عبد الحميد الصويري، خليفة رئيس مجلس المستشارين المكلف بالشؤون الافريقية، في الندوة الافتراضية حول "دور البرلمانيين في تعزيز الاستثمارات المسؤولة في الزراعة من أجل الانتقال نحو أنظمة غذائية أكثر استدامة في إفريقيا"، المنظمة من طرف منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والمعهد الدولي للتنمية المستدامة، بشراكة مع الاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بإفريقيا، وذلك اليوم الثلاثاء 15 دجنبر 2020.

في مستهل مداخلته، عبر السيد خليفة رئيس مجلس المستشارين عن تقدير كل مكونات المجلس  لكل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والمعهد الدولي للتنمية المستدامة، والاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بإفريقيا، على المجهودات القيمة التي يقومون بها في مجال طرح القضايا الحيوية والمصيرية لشعوب البلدان الافريقية، وخصوصا المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية، مؤكدا أن هذا الاجتماع الهام الذي من شأنه الرفع من درجة اليقظة والرصد والتعبئة وطرح الحلول والمبادرات لمواجهة التحديات والقضايا المصيرية التي تواجهها القارة الافريقية، وعلى رأسها قضايا الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وحشد جهود البرلمانيين في تعزيز وتشجيع  الاستثمارات المسؤولة في المنظومة الزراعية والأنظمة الغذائية بكل أبعادها ومستوياتها. 

كما أبرز في معرض مداخلته الظروف الإقليمية والدولية الصعبة والاستثنائية، التي فرضتها التبعات السلبية لجائحة كوفيد19 على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، مشيرا  في هذا الصدد، إلى أنه وفق الدراسات والتقارير الصادرة عن الهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة، يرتقب أن يعيش عالمنا أسوء كساد اقتصادي في القرن الحالي، حيث أن الاقتصاد العالمي في طريقه نحو نمو سالب يقارب 5 بالمئة، مع وصول نسبة المديونية العامة العالمية لمستويات قياسية وغير مسبوقة، مشيرا في هذا الصدد، أنه ونتيجة كل هذه الاعتبارات فإنه من المتوقع أن تتسع رقعة الفقر العالمية ب 150 مليون شخص في هذه السنة (8 من عشرة منهم سيكونون بدول الجنوب)، حيث أكد السيد الصويري أن هذه المؤشرات ، تكشف حجم التحديات الغير مسبوقة المطروحة على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية العالمية خاصة فيما يتعلق بآليات التعافي واعادة التنشيط الاقتصادي وتقوية الاستثمارات، ولاسيما المرتبطة بتحسين النظم الغذائية.

وفي نفس السياق، أكد خليفة رئيس مجلس المستشارين  أن هذه المؤشرات والتحديات المتعاظمة و غير المسبوقة، تفرض اكثر من أي وقت مضى ضرورة، تكاثف الجهود من أجل وضع إطار إفريقي كآلية للتعاون والتضامن والتآزر بين كل دول القارة وتعزيز العمل المشترك بين الحكومات والبرلمانات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، في إطار منظومة من الجهود المنسجمة والمنسقة من أجل الانتقال نحو أنظمة غذائية أكثر استدامة في إفريقيا وضمان الأمن الغذائي كمدخل استراتيجي وأساسي لمعالجة تداعيات الجائحة وما نتج عنها من تنامي في نسب الهشاشة وخصوصا على مستوى شعوب وبلدان قارتنا الافريقية، مؤكدا بهذا الشأن أن المغرب  يعتبر أن أفضل وانجع المسارات الكفيلة برفع هذه التحديات وتحقيق هذا المسعى، يتجسد بالأساس في العمل المشترك والتعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية، حيث أبرز  في هذا الصدد فلسفة جلالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده والتزامه الراسخ بالنهج التضامني مع الدول الافريقية الشقيقة، والتي عكستها المبادرة المولوية السامية التي قدمها جلالته ، والرامية إلى إنشاء إطار عملي يهدف إلى مواكبة البلدان الإفريقية في المراحل المختلفة لمواجهة وباء كورونا، من خلال السماح بتبادل الخبرات والممارسات الفضلى لمعالجة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الوباء.

وبخصوص أدور البرلمانيين في مواجهة هذه التحديات المتعاظمة، أكد السيد عبد الحميد الصويري  أن  البرلمانات الوطنية أو الجهوية، وكذا  الشبكات البرلمانية للأمن الغذائي، مطوقة أكثر من أي وقت مضى بمسؤوليات وأدوار  كبيرة وأساسية، على اعتبار ان البرلمانيين شركاء أساسيون في السياسات المرتبطة بالاستثمارات الزراعية والنظم الغذائية، كما يضطلعون بأدوار ومهام تشريعية ورقابية، مرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، الى جانب مهامهم  المحورية في عملية سن القوانين والتشريعات المتعلقة بتعزيز الاستثمارات الحكومية والخاصة، ولاسيما المقاولات الصغرى والمتوسطة، في القطاع الزراعي.

كما استعرض خليفة السيد رئيس مجلس المستشارين، الجهود التي يبذلها كل من المجلس ورابطة مجالس الشيوخ والشورى في مواجهة تحديات الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي والتي توجت بتأسيس الشبكة البرلمانية للأمن الغذائي بإفريقيا والعالم العربي بمناسبة انعقاد "المنتدى البرلماني الاقتصادي العربي الافريقي" بمقر مجلس المستشارين شهر ابريل من سنة 2018 بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). 

جدير بالذكر أن الشبكة  البرلمانية للأمن الغذائي بإفريقيا والعالم العربي،  عقدت أول اجتماع لها على هامش الندوة حول موضوع: "البرلمانات ورهانات الأمن الغذائي" بمقر مجلس المستشارين في يناير من سنة 2019، حيث تم إقرار الميثاق التأسيسي للشبكة،  كما عقد المكتب التنفيذي للشبكة البرلمانية للأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي، برئاسة رئيس مجلس المستشارين السيد عبد الحكيم بن شماش  اجتماعا آخر  في يونيو 2020 عبر تقنية التواصل عن بعد لتدارس موضوع: “تأثير جائحة كوفيد19 على الأمن الغذائي بالمنطقتين الإفريقية والعربية”، حيث توج هذا الاجتماع  بتوصيات هامة، أهمها الدعوة الى عقد ندوة دولية للإسهام في المجهود البرلماني الدولي لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في بناء تحالف برلماني عالمي للقضاء على الجوع وسوء التغذية وكذا  تقوية التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، خاصة من خلال توصياتها الرامية إلى التخفيف من مخاطر الجائحة على الأمن الغذائي واتخاذ إجراءات استباقية من أجل الحد من تأثيرها على الاقتصاد، ومعالجة آثار تفشي كوفيد19 على تجارة الأغذية وسلاسل التوريد والأسواق من خلال اللوجستيات الفعالة.