شكل تعزيز التعاون المغربي-الفرنسي في عدد من المجالات، محور مباحثات أجراها، أمس الأربعاء بباريس، وفد من مجموعة الصداقة المغرب- فرنسا بمجلس المستشارين.
هكذا، تباحث الوفد المغربي، الذي يزور باريس ونورماندي من 14 إلى 16 دجنبر الجاري، في إطار تعزيز علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيتين، مع عضو مجلس الشيوخ كريستيان كامبون، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية- المغرب في مجلس الشيوخ، ورئيس لجنة الخارجية والدفاع والقوات المسلحة، بحضور أعضاء المجموعة المذكورة.
وتمحور اللقاء حول سبل ضخ دينامية جديدة في المبادلات بين المؤسستين التشريعيتين، وكذلك حول الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، أعضاء مجموعة الصداقة، إلى المملكة ولاسيما الأقاليم الجنوبية.
وسلط الجانبان الضوء على أهمية هذه الزيارة التي يقوم بها البرلمانيون المغاربة إلى باريس، والتي تندرج في إطار تنزيل برنامج العمل الذي تم وضعه بكيفية مشتركة بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ الفرنسي.
كما تم استقبال الوفد المغربي من طرف رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لاريشر، قبل أن يتوجهوا إلى قاعة المجلس حيث تم تخصيص استقبال رسمي لهم تحت تصفيقات أعضاء مجلس الشيوخ.
وحضر الوفد أشغال جلسة الأسئلة الموجهة إلى أعضاء الحكومة، والتي شارك فيها عدد من أعضاء الحكومة الفرنسية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا اللقاء، قال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي “لقد تطرقنا إلى جودة التعاون البرلماني الثنائي، حيث يضطلع مجلس الشيوخ الفرنسي بدور رائد في الشراكة والتوأمة الأوروبية التي تجمع بين مجلسنا ومجلس المستشارين المغربي”.
وأوضح السيد لاريشر أن هذه الشراكة “تهم تحسين العمل الإداري وكذا الأداء التشريعي، وهذه نقطة أساسية بالنسبة لنا”، مشيرا إلى “الزيارة التي سنقوم بها لأصدقائنا المغاربة سنة 2023” من أجل تكريس هذه التوأمة والصداقة بين المؤسستين التشريعيتين.
وأضاف “نرى في هذه الزيارة للوفد المغربي علامة تمكننا من التطلع إلى مستقبل العلاقات بين البلدين الشقيقين والصديقين اللذين يشتركان في أشياء كثيرة”.
من جانبه، أشار محمد زيدوح، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار التعاون بين المؤسستين التشريعيتين المغربية والفرنسية، مؤكدا أن هذا النوع من الزيارات هو ”تقليد قديم ومستمر عبر الزمن”.
وأضاف السيد زيدوح، الذي يترأس الوفد المغربي، أن هذه الزيارة تعتبر نموذجا للدبلوماسية الموازية التي يقوم بها مجلس المستشارين، واصفا اللقاء مع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي “بالمهم جدا”، حيث تم خلاله طرح عدد من القضايا المتعلقة بالتعاون والصداقة الفرنسية-المغربية.
من جانبه، أكد السيد كامبون، في كلمة خلال حفل الاستقبال المخصص لأعضاء الوفد المغربي، أن هذه الزيارة تسجل استئناف اللقاءات بين أعضاء مجموعة الصداقة، بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد.
وأشار إلى أن فرنسا تعتبر المغرب “أحد الحلفاء الأكثر موثوقية”، مؤكدا التزام مجلس الشيوخ ومجموعة الصداقة بتعزيز هذه العلاقة الفرنسية-المغربية العريقة. كما سلط المتحدث الضوء على الإصلاحات التي قامت بها المملكة في مختلف المجالات.
وفي وقت سابق من الأربعاء، التقى الوفد المغربي بمسؤولين من جمعية أرباب العمل الفرنسية (ميديف)، كما التقى بمقر وزارة الخارجية الفرنسية بأوليفييه بيتش، الوزير المنتدب لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية، المكلف بالتجارة الخارجية والاستقطاب والفرنسيين المقيمين بالخارج.
وركز هذا اللقاء بشكل خاص على التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب وفرنسا، وكذا في مجال الفرونكفونية.
ويشمل برنامج الزيارة، التي تستمر ثلاثة أيام، مركز البحث والتطوير لباريس ساكلاي التابع لشركة كهرباء فرنسا (أو دي إف)، وأوراش بناء السفن في شيربورغ.
وعلاوة على السيد زيدوح، يتكون وفد مجلس المستشارين من هند غزالي، عن فريق التجمع الوطني للأحرار، والخمار المرابط، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، ويوسف العلوي رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب.
كما يضم الوفد نبيل اليزيدي عن الفريق الحركي، وعزيز مكنيف عن الفريق الاشتراكي، و ناهد بناني المستشارة العامة والسكرتيرة التنفيذية لمجموعة الصداقة المغرب- فرنسا.