برقية شكر وامتنان مرفوعة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيدهمن طرف المشاركات والمشاركين في المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب-جنوب تحت شعار: "التعاون جنوب-جنوب: دور البرلمانات الوطنية والاتحادات البرلمانية الإقليمية والقارية في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية في تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل والاندماج والتنمية المشتركة"، المنعقد بمقر مجلس المستشارين يومي 15 و16 فبراير 2024.
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين،
حضرة صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية،
السلام على جنابكم العالي الشريف، ومقامكم السامي المنيف، حفظكم الله وأعز أمركم.
يتشرف المشاركات والمشاركون في المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب-جنوب، المنظم من طرف رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي ومنتدى الحوار جنوب- جنوب تحت شعار: "التعاون جنوب-جنوب: دور البرلمانات الوطنية والاتحادات البرلمانية الإقليمية والقارية في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية في تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل والاندماج والتنمية المشتركة"، والمنعقد بمقر مجلس المستشارين يومي 15 و16 فبراير 2024، أن يرفعوا إلى مقامكم العالي بالله، أسمى عبارات الشكر والعرفان على رعايتكم السامية لهذا المؤتمر الذي يمثل حدثا هاما يكتسي دلالات عميقة في السعي المشترك إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز السلام والامن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي الدولي والجهوي والإقليمي.
إن المشاركات والمشاركين يا مولاي، وهم يختتمون أعمال هذا المؤتمر الذي استضافه مجلس المستشارين بمملكتكم الشريفة، بكل الحفاوة والترحاب المعهودين، ليتقدمون إلى سدتكم العالية بالله بآيات الشكر والتقدير وعظيم الامتنان، وذلك على ما أحيطوا به من كرم الضيافة وحسن الاستقبال بأرض الرباط، عاصمة الأنوار للمملكة المغربية الطيبة، مشيدين عاليا بالإصلاحات الهيكلية والمبادرات التنموية الرائدة التي نهجها المغرب، تحت قيادتكم الرشيدة، وما ينعم به من استقرار سياسي راسخ وتقدم ديموقراطي مضطرد.
ولقد كان لرعايتكم السامية وسابغ عطفكم، يا صاحب الجلالة، بالغ الأثر في نجاح أشغال هذا المؤتمر الهام، الذي نتطلع أن يكون موعدا منتظما ومحفلا دوليا قارا لتعميق الحوار المتعدد وتحفيز النقاش الجماعي بشأن سبل الاستفادة القصوى من التجارب التنموية المنجزة على امتداد الفضاءات العربية والإفريقية والأمريكية اللاتينية.
فاستلهاما، يا مولاي، من سياستكم الحكيمة ونهجكم الرصين وتوجيهاتكم السديدة لجعل خيــار "التعاون جنوب –جنوب" رافعة استراتيجية لسياستكم الخارجية، انكب المشاركون في جلسات هذا المؤتمر على تبادل الخبرات والتجارب واستكشاف أفكار مبتكرة من أجل تنمية مشتركة، واستعراض الممارسات الفضلى والتجارب الناجحة على المستويات العربية والإفريقية والأمريكو لاتينية للاستفادة منها والاعتبار بأسباب ومقومات نجاحها.
كما مكنت المناقشات والتفاعلات بين المؤتمرين والمؤتمرات، يا مولاي، من إثراء الحوار والتشاور البرلماني البناء حول القضايا المرتبطة بتحقيق التنمية والتكامل وتمهيد الطريق أمام العمل البرلماني المشترك المنشود إلى جانب الحكومات والقطاعات المختصة، حيث تم في هذا السياق استعراض وتشخيص فرص التعاون جنوب- جنوب من أجل اندماج أوسع، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية والارتقاء بالقطاعات ذات الأولوية والمضي قدما نحو تحقيق تعاون اقتصادي راسخ وتوسيع آفاق التجارة والتبادل والاستثمارات ونقل التكنولوجيا والابتكار والأمن الطاقي والصحي والغذائي والمائي.
لقد شدد المشاركات والمشاركون أيضا، يا مولاي، على أهمية تعزيز الحوار السياسي والأمن الإقليمي في إفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية، من أجل تحقيق وحفظ السلام والاستقرار والازدهار، وتقوية العمل الدبلوماسي البرلماني خاصة في الميدان الاقتصادي، وضرورة العمل على اتخاذ التدابير التشريعية ووضع السياسات الكفيلة بتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل والاندماج والاعتماد المتبادل والتنمية المشتركة من أجل المجابهة الجماعية للعقبات والتحديات الإنمائية التي لاتزال تحول دون تحقيق المستويات المطلوبة من هذا الهدف السامي.
مولاي صاحب الجلالة،
إن أعمال هذا المؤتمر كانت، بحق، مناسبة سانحة مكنت المؤتمرات والمؤتمرين من الوقوف على المعالم البارزة للتجربة التنموية المغربية، وما ينعم به بلدكم الأمين من قدرات ومؤهلات متنوعة وغنية في عدد من القطاعات الواعدة والاستراتيجية، والتي تجعل منه رائدا مؤهلا لإنجاز مشاريع تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف في ميادين شتى لاسيما تلك ذات الصلة بالتنمية المستدامة كالطاقات المتجددة، والأمن الغذائي، وتدبير ندرة الماء وغيرها من المجالات التي استأثرت باهتمام مؤتمرنا هذا.
أبقاكم الله يا مولاي رائدا للتنمية والاصلاح وذخرا وملاذا لشعبكم الوفي، وأدام على جلالتكم أردية الصحة والعافية، وأمد في عمركم، وأقر عينكم بولي عهدكم المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزركم بصنوكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وسائر أفراد أسرتكم الملكية الشريفة، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام على مقامكم العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
وحرر بالرباط في يوم الجمعة 06 شعبان 1445 هـ، الموافق لــ 16 فبراير 2024 م.
خديم الأعتاب الشريفة
النعم ميارة
رئيس مجلس المستشارين