تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كلمة رئيس مجلس المستشارين خلال استقبال فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية والوفد المرافق له بالبرلمان المغربي

2024-10-29

بسم الله الرحمان الرحيم 

فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إيمانويل ماكرون، 

 

  • السيدات والسادة أعضاء الوفد المرافق لفخامة الرئيس، 

  • السيد رئيس الحكومة المحترم، 

  • السيد رئيس مجلس النواب المحترم، 

  • السيدات والسادة الوزراء المحترمون، 

  • السيدات والسادة البرلمانيون المحترمون، 

  • أيها الحضور الكريم، 

إنه لمن دواعي الاعتزاز أن نتقدم إليكم فخامة الرئيس، بصادق عبارات الشكر والامتنان، لما ورد في خطاب فخامتكم اليوم أمام ممثلي الأمة، والذي يشكل شاهدا نوعيا، لما تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية من زخم قوي بفضل ما تحظى به من عناية خاصة من لدن قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وفخامتكم. 

ولا شك أن زيارتكم فخامة الرئيس، تكرس استثنائية علاقاتنا الثنائية الضاربة في عمق التاريخ، والقائمة على أسس متينة من الحوار والتبادل الإنساني والثقافي ودينامية اقتصادية وتجارية متنوعة ومتجددة، بآفاق أرحب للازدهار والنماء المشترك للبلدين والشعبين الصديقين. 

1فخامة الرئيس 

إن المصير المشترك لبلدينا، يـملي عليهمـا مواصلة بـناء المستقبل، بكل ثـبات وثـقة، مستقبل يـرقى إلى ما يجمع الشعبين المغربي والفرنسي من وشائج وروابط قوية، تزداد متانة وتماسكا بالإرادة الصادقة التي تحذو القيادتين في البلدين، وعملهـمـا الدؤوب وحرصهما الأكيد والمتواصل من أجل توطيد الشراكة البناءة وروابط الإخاء والصداقة والتعاون المتعدد في ظل الاحترام والتقدير المتبادلين. 

وفي هذا السياق المشرق للعلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية فرنسا الصديقة، والذي شهد البارحة التوقيع على إعلان مشترك من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وفخامتكم، قرر من خلاله جلالته حفظه الله وفخامتكم، تدشين مرحلة جديدة من التاريخ الطويل المشترك بين البلدين الصديقين عبر الارتقاء بالعلاقة بين البلدين إلى مستوى "شراكة استثنائية وطيدة"، ومن موقعنا الدستوري، وإذ نعبر عن ترحيبنا القوي بمضامين هذا الإعلان التاريخي، فإننا نعرب عن استعدادنا الدائم لإيلاء البعد البرلماني ما يستحقه من عناية واهتمام وانخراط لمواكبة المجهودات المبذولة في هذا الإطار، لاسيما عبر دبلوماسية برلمانية قوامها المبادرات والحوارات البرلمانية البناءة، بما يعزز التفاهم المتبادل والتعاون في القضايا المشتركة. 

 فخامة الرئيس 

إننا كممثلين للأمة، نود أن نشكر لفرنسا موقفها التاريخي من قضية الصحراء المغربية، والذي كان موضوع إشادة ملكية سامية، في الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية. 

 إن هذا الموقف التاريخي، الصادر عن دولة عظمى، العضو الدائم بمجلس الأمن، والفاعل المؤثر في الساحة الدولية والذي يعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، ينتصر للحق والشرعية، ويشكل لحظة فاصلة في مسار التطور الايجابي للحل النهائي لهذه القضية، وفق مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل. 

فخامة الرئيس 

إن يقيننا الراسخ  بأهمية العلاقات الاستثنائية والنموذجية والرصيد التاريخي والبشري الذي يجمع بلدينا، لا يوازيه إلا إيماننا القوي بكون زيارتكم الموفقة لبلدنا ستشكل بالفعل إضافة نوعية جديدة إلى السجل المشترك للزيارات الملكية والرئاسية المتبادلة التي تجسد عمق وكثافة العلاقات الوثيقة بين البلدين الصديقين. 

مرحبا بكم مرة أخرى فخامة الرئيس في المملكة المغربية؛ 

عاشت الصداقة المغربية الفرنسية؛ 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.