استقبل رئيس مجلس المستشارين، السيد النعم ميارة، سفير جمهورية جنوب إفريقيا بالمغرب، السيد إبراهيم إدريس، يوم الجمعة 28 يناير 2022 بمقر المجلس.
وخلال هذا اللقاء، أكد السيد رئيس مجلس المستشارين على أن المغرب وجنوب إفريقيا تجمعهما ذاكرة مشتركة، مستحضرا الزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم نيلسون مانديلا للمغرب واستقباله من طرف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني.
وشدد السيد النعم ميارة، على الرغبة السياسية القوية للمملكة المغربية في توطيد علاقات التعاون مع جنوب إفريقيا، لاسيما وأن المغرب وجنوب إفريقيا يشكلان قطبين هامين للاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، كل من جهته، بأقصى شمال وأقصى جنوب القارة.
وفي هذا الإطار، دعا السيد الرئيس إلى إعادة تنشيط لجنة التعاون المشتركة من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث عقدت اللجنة دورتها الأولى في ماي 1998 بكيب تاون.
كما استعرض، السيد النعم ميارة، موقف المملكة المغربية من قضية الصحراء المغربية، وبأن المغرب تقدم بمقترح الحكم الذاتي من أجل إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع مع التشديد على أن المغرب متشبث بالشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأنه من ثوابت الدبلوماسية المغربية الحرص على ترسيخ السلم والاستقرار في مختلف بقاع العالم.
وبخصوص العلاقات البرلمانية بين البلدين، أكد السيد رئيس مجلس المستشارين على أهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز الدينامية المتميزة التي تعرفها العلاقات الثنائية للبلدين في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، وفي هذا السياق ، ذكر السيد الرئيس بالنسخة الحادية عشر لمؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والشورى في إفريقيا والعالم العربي، المقرر عقدها بالمملكة المغربية، خلال شهر مارس المقبل، إذ سيشكل هذا اللقاء فرصة للتداول والتشاور في خارطة الطريق والعمل المستقبلي للرابطة انسجاما مع التحديات والرهانات المتزايدة المطروحة على مستوى المنطقتين الإفريقية والعربية، وقد تمت دعوة السيد أموس مسوندو رئيس المجلس الوطني للجهات بجنوب إفريقيا لحضور المؤتمر.
وأضاف السيد الرئيس أن مجلس المستشارين تحذوه الرغبة في استثمار تركيبته الفريدة والمتنوعة من أجل إرساء حوار برلماني، سياسي واقتصادي بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين الصديقين.
ومن جهته، هنأ سفير جمهورية جنوب إفريقيا بالمغرب، السيد إبراهيم إدريس، السيد الرئيس بانتخابه رئيسا جديدا لمجلس المستشارين، متمنيا له التوفيق في مهامه النبيلة، كما أكد السيد السفير على أهمية التعاون البرلماني في استثمار الفرص والإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان لتنويع العلاقات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار والتجارة بين البلدين.
وفي هذا السياق، أشار السيد إبراهيم إدريس، إلى وجود فرص استثمارية ضخمة بين البلدين، وهي استثمارات سيكون لها حتما تأثير إيجابي للغاية ليس على المستوى الثنائي، بل على القارة الإفريقية برمتها، مذكرا بأن جنوب إفريقيا والمغرب هما أكبر المستثمرين الأفارقة بالقارة.
وأكد الجانبان على مواصلة العمل على تعزيز وتوطيد علاقات التعاون البرلماني القائم بين مجلس المستشارين المغربي والمجلس الوطني للجهات بجنوب افريقيا، وتكثيف التنسيق والتشاور بين برلماني البلدين في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودعم كل المبادرات التي من شأنها تعميق وتوطيد العلاقات بين البلدين.